تعدّ أكياس المبيض من المشكلات الصحية الشائعة التي تواجهها العديد من النساء في مختلف الأعمار، ورغم أنها قد تمر دون أن تسبّب أعراضًا واضحة في بعض الأحيان، تتطلب بعض الحالات تدخلاً طبيًا عاجلًا.
يهدف هذا المقال إلى تقديم دليل شامل ومفصّل حول علاج أكياس المبيض، وما سبل التعامل معها بصورة فعّالة؟
متى يكون علاج أكياس المبيض ضروريًا؟
مثلما أوضحنا، ليست جميع أكياس المبيض بحاجة إلى علاج فوري؛ إذ تختفي بعض الأنواع البسيطة منها تلقائيًا دون تدخل. ومع ذلك يظل السؤال متى يكون كيس المبيض خطير؟ ، ة للإجابة يصبح العلاج ضروريًا في الحالات التالية:
- ظهور أعراض شديدة: كآلام الحوض المستمرة، أو انتفاخ البطن، أو صعوبة التبول.
- زيادة حجم الكيس: إذا كان الكيس كبيرًا أو ينمو بصورة مستمرة.
- التمزق أو الالتواء: قد يؤدي تمزق الكيس أو التواء المبيض إلى ألم حاد وخطير يستدعي علاجًا عاجلًا.
- وجود شكوك حول الأورام: إذا اشتبه الطبيب بوجود كيس مبيضي غير حميد.
إذا كنتِ تشتبهين في أي من الأعراض السابقة فمن الأفضل زيارة الطبيب والخضوع للتشخيص الدقيق حفاظًا على سلامتكِ.
كيف تُشخص أكياس المبيض؟
في الحالات العادية، لا تسبب أكياس المبيض أعراضًا ملحوظة، وتُكتشف بالصدفة خلال الفحوصات الروتينية.
ولكن عندما تظهر أعراض صعبة مثل التي ذكرناها سابقًا، فإن التشخيص يصبح خطوة ضرورية في مسار علاج أكياس المبيض، وذلك لأن نوع الكيس وحجمه -وهما ما يظهرا في الفحوصات- يحددان مدى خطورة الحالة ونوع العلاج المطلوب، إذ قد يختلف علاج أكياس الماء على المبيض عن علاج أكياس الدم على المبيض.
تشمل الفحوصات التشخيصية:
- الفحص السريري: يحاول الطبيب فيه أن يكشف عن أي تضخم أو ألم في المبيضين.
- الأشعة فوق الصوتية (السونار): وهي الأداة الأكثر شيوعًا، إذ تُظهر صورة دقيقة للمبيض وحجم الكيس.
- تحاليل الدم: تُستخدم لاستبعاد وجود ورم سرطاني، ومن أجل قياس مستويات الهرمونات.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يلجأ إليه الأطباء في الحالات المعقدة لتوفير صورة أكثر تفصيلًا.
طرق علاج أكياس المبيض
بالنسبة للأكياس الوظيفية البسيطة التي لا تسبب أعراضًا تُذكر، يكتفي الطبيب بمتابعة الحالة عبر التصوير بالموجات فوق الصوتية من حين لآخر، إذ تختفي معظم هذه الأكياس خلال دورتين أو ثلاث دورات شهرية دون الحاجة إلى أي تدخل طبي.
أما بالنسبة للحالات التي تتعلق باضطرابات الهرمونات والتي تتكرر فيها الأكياس كثيرًا، يلجأ الطبيب إلى وصف الأدوية.
علاج أكياس المبيض بالأدوية
يُستخدم العلاج الدوائي في تنظيم الدورة الشهرية وتقليل فرصة تكون أكياس جديدة، وقد تتضمن الأدوية الموصوفة حبوب منع الحمل أو الهرمونات المركبة في بعض الحالات.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأدوية قد تسبب بعض الأعراض الجانبية مثل زيادة الوزن والتغيرات المزاجية.
علاج أكياس المبيض بالجراحة
قد تكون الأكياس كبيرة ( أكبر من 5 سم)، أو تسبب ألمًا شديدًا للمريضة، مما يثير الشكوك حول وجود ورم، لذا في هذه الحالات يلجأ الطبيب إلى الجراحة. ويختلف هدف الجراحة حسب أسباب الأكياس، فقد تهدف الجراحة إلى إزالة الأكياس فقط، وقد تهدف إلى إزالة الأكياس مع جزء من المبيض.
تختلف مدة التعافي بعد ذلك حسب نوع الجراحة وهدفها، ولكنها تتراوح عادةً بين أسبوع إلى شهر.
نصائح هامة إذا كنتِ تعانين أكياس المبيض بصورة متكررة
لتجنب أكياس المبيض المتكررة والمزعجة، ينبغي اتباع نمط حياة صحي يحافظ على اتزان الهرمونات، ويشمل:
- الحرص على الفحوصات الدورية: الخضوع للفحوصات المنتظمة يساعد في اكتشاف الأكياس مبكرًا.
- تجنب الإجهاد: التوتر يؤثر في التوازن الهرموني، مما قد يؤدي إلى ظهور أكياس جديدة.
- ممارسة الرياضة بانتظام: تسهم في تحسين الدورة الدموية وتقليل خطر اضطرابات المبيض.
- اتباع نظام غذائي متوازن: تناول الأطعمة المضادة للالتهاب يقلل من خطر تكون الأكياس.
ما الأطعمة الموصى بها عند علاج كيس المبيض؟
بالنسبة للسيدات التي تريد أن تتجنب تكوّن أكياس المبيض، يجب أن يشمل النظام الغذائي الموصى به أهم العناصر الغذائية، مثل:
- البروتينات الصحية: مثل البيض والسمك.
- الخضروات الغنية بالألياف: مثل البروكلي والسبانخ.
- الأطعمة المضادة للالتهاب: مثل الزنجبيل والكركم.
- المكسرات والبذور: مثل اللوز وبذور الكتان.
بالإضافة إلى أهمية الحرص على شرب كميات كافية من الماء الذي يلعب دورًا في عملية تنظيم الهرمونات.
ماذا إذا تمزق الكيس؟
يمكن أن ينفجر كيس المبيض بسبب ضغط زائد أو نشاط بدني عنيف، وهو يُعدّ حالة طارئة تتطلب التدخل الفوري.
فعند تمزق الكيس عادةً ما تشعر المرأة بألم حاد ومفاجئ أسفل البطن أو في الحوض، وقد يصاحب هذا الألم بعض الأعراض الأخرى مثل:
- نزيف داخلي: يحدث نتيجة تسرب محتويات الكيس إلى تجويف البطن، وقد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم أو الدوخة.
- الغثيان أو القيء: وهو رد فعل شائع عند الشعور بألم شديد.
- انتفاخ البطن: نتيجة الالتهاب أو تراكم السوائل الناتجة عن تمزق الكيس.
في هذه الحالة تزيد احتمالية الحاجة إلى علاج أكياس المبيض بالجراحة، ولكن على كل حال من الضروري في هذه الحالة التوجه إلى الطبيب سريعًا لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
هل ينزل كيس المبيض مع الدورة؟
في بعض الحالات، قد ينزل كيس المبيض الوظيفي مع الدورة الشهرية دون أن تلاحظ المرأة ذلك، ويحدث هذا بصورة طبيعية نتيجة انكماش الكيس أو تفريغه خلال الدورة، لكن لا ينطبق ذلك على جميع أنواع الأكياس.
ما الفرق بين كيس المبيض وتكيس المبايض؟
رغم تشابه الاسمين، يشير كيس المبيض إلى كيس منفرد مليء بالسوائل يتكون على المبيض ولا يشكل خطورة عادةً، أما تكيس المبايض فهو حالة مزمنة تتسم بتكاثر الأكياس الصغيرة داخل المبيضين وترافقها اضطرابات هرمونية.
هل يمكن الوقاية من أكياس المبيض؟
بالرغم من صعوبة منع تكون الأكياس تمامًا، يمكن تقليل خطرها عبر الحفاظ على وزن صحي، ومراقبة التوازن الهرموني.
في النهاية،
يتطلب علاج أكياس المبيض وعيًا شاملًا بطبيعة الحالة وأسبابها وخيارات العلاج المتاحة، ورغم بساطة هذه الحالة في كثير من الأحيان، يظل من المهم ألا تستهينِ بأي أعراض وأن تحرص على متابعة طبيبك بانتظام للتشخيص المبكر والعلاج المناسب.
للمزيد إقرآ أيضا
عملية إزالة أكياس المبيض بالمنظار