يلجأ الكثير من الأزواج الذين يواجهون صعوبة في الإنجاب إلى الخضوع لعملية الحقن المجهري، ومع اتخاذ قرار خوض هذه التجربة تظهر العديد من التساؤلات، لعل أهمها هو: هل عملية الحقن المجهري مؤلمة؟ بالإضافة إلى وجود الكثير من الأسئلة الأخرى، وعلى إثر ذلك سيجيب هذا المقال عنها بالتفصيل، وعلى كل ما يخص الجانب الجسدي والنفسي للعملية، من الإجراءات الطبية إلى علامات النجاح، فتابعونا.
هل عملية الحقن المجهري مؤلمة؟
الإجابة المباشرة عن سؤال هل عملية الحقن المجهري مؤلمة؟ هي أن العملية نفسها لا تسبب أي ألم، أما الرحلة بأكملها تتطلب صبرًا واستعدادًا نفسيًا، فمن الضروري التفريق بين الإجراء الطبي والشعور العام خلال رحلة العلاج، فالإجراء الأساسي في الحقن المجهري هو سحب البويضات من المبيض، وهي عملية تُجرى تحت تأثير التخدير، وهذا يعني أن السيدة التي تخضع للعملية لن تشعر بأي ألم خلال السحب.
أما بعد انتهاء مفعول التخدير قد تشعر بعض النساء بتقلصات خفيفة في منطقة الحوض تشبه تقلصات الدورة الشهرية، وهو الأمر الذي يسهل السيطرة عليه بمسكنات الألم البسيطة التي يصفها الطبيب.
هل الحقن المجهري صعب أم سهل؟
يمكن القول إن الجانب الطبي للعملية ليس صعبًا، ومع ذلك قد يكون مرهقًا نفسيًا وجسديًا للزوجين، فهو يتطلب التزامًا بالمواعيد وحقنًا يوميًا للهرمونات، وصبرًا كبيرًا خلال كل خطوة من خطوات عملية الحقن المجهري.
كم ساعة تستغرق عملية الحقن المجهري؟
خطوة سحب البويضات عادةً ما تستغرق وقتًا قصيرًا يتراوح بين 15 إلى 30 دقيقة، أما مرحلة نقل الأجنة إلى الرحم فهي لا تتطلب تخديرًا وتستغرق بضع دقائق فقط، وهي غير مؤلمة على الإطلاق، أما بشأن عملية الحقن المجهري كمراحل متعددة فقد تصل مدتها نحو 4-6 أسابيع مقسمة على النحو الآتي:
- الفحص وقياس مستوى الهرمونات.
- مرحلة تنشيط التبويض والتي قد تتراوح بين 10-12 يومًا.
- مرحلة سحب البويضات والحيوانات المنوية ومن ثم الإخصاب ونقل الأجنة قد تستغرق نحو 5-6 أيام.
- عمل اختبار الحمل بعد 14 يومًا من نقل الأجنة.
اقرأ أيضًا عن تكلفة عملية الحقن المجهري.
كم نسبة نجاح الحقن المجهري من أول مرة؟
بعد الإجابة المفصلة عن سؤال هل عملية الحقن المجهري مؤلمة؟ تتساءل الكثير من السيدات عن نسبة نجاح الحقن المجهري من أول مرة، وهو الأمر الذي لا يمكن وضع رقم محدد له، فهو يختلف من سيدة لأخرى، بشكل عام قد تصل النسبة إلى 43% تقريبًا، ويحدث هذا التفاوت بناءًا على عدة عوامل تؤثر في هذه النسبة، ألا وهي:
وجود شروط نجاح الحقن المجهري، والتي تتضمن ما يلي:
- التشخيص الدقيق لأسباب العقم وتحديد المشكلة.
- صغر عمر الزوجة، إذ يُفضل أن يقل عن 35 عامًا، ومع ذلك توجد حالات نجاح للعملية لسيدات بعمر الأربعين.
- جودة البويضات والحيوانات المنوية.
- اتباع نمط الحياة الصحي من خلال الالتزام بنظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة.
- عدم وجود أي مشكلات في الرحم قد تمنع انغراس الجنين.
- عدم وجود أي عوامل وراثية أو أمراض تؤثر في ثبات الأجنة.
- الحالة الجيدة للأجنة.
بالإضافة إلى الشروط السابقة، توجد بعض العوامل الأخرى التي تؤثر في نسبة نجاح عملية الحقن المجهري، وتتمثل فيما يلي:
- وزن الزوجة، فالسيدات اللاتي يعانين السمنة المفرطة قد يجدن صعوبة في نجاح العملية.
- تدخين الزوج أو تعرض الزوجة للتدخين السلبي.
- خبرة الطبيب الذي سيُجري العملية، فكلما كان طبيبًا ماهرًا في إجراء مثل تلك العمليات زاد ذلك من نسبة النجاح.
- التقنيات والأدوات الحديثة المستخدمة في العملية ذاتها لها تأثير في زيادة نسب النجاح.
- الحالة النفسية الجيدة للزوجة لها تأثير كبير لا يمكن الإغفال عنه في نجاح العملية.
التزام الزوجة بتعليمات ما بعد الحقن المجهري التي يوصي بها الطبيب، والتي تتضمن:
- تجنب الأنشطة المجهدة والالتزام بالراحة الجسدية.
- الابتعاد عن التوتر والقلق قدر الإمكان.
- الالتزام بتناول الأدوية التي يوصي بها الطبيب بعد عملية الحقن.
- تجنب تناول الكافيين والمواد الضارة مثل مكسبات الطعام أو المواد الحافظة.
لزيادة نسبة نجاح الحقن المجهري من أول مرة، يمكن أن يلجأ الطبيب أولًا إلى منظار الرحم قبل الحقن المجهري في بعض الحالات التي تتطلب ذلك، والهدف منه هو فحص تجويف الرحم جيدًا للكشف عن وجود بعض الأمراض التي قد تعيق حدوث الحمل.
ما هي علامات نجاح الحقن المجهري من أول مرة؟
نجاح الحقن المجهري من أول مرة يعني حدوث الحمل، وهو الأمر الذي تتوق له كل سيدة تخضع للعملية، وتعد علامات نجاح العملية هي نفسها علامات ظهور الحمل الأولية، وتشمل ما يلي:
- آلام البطن والتقلصات الخفيفة التي تشبه آلام الدورة الشهرية، وذلك نتيجة انغراس الجنين في بطانة الرحم.
- وجود بُقع دم خفيفة، وهو أمر طبيعي في حال نجاح العملية، وذلك نتيجة انغراس الجنين في بطانة الرحم أيضًا.
- الشعور بآلام في الثدي أو تورم بسيط عند لمسه.
- الصداع الخفيف بسبب تغير مستويات الهرمونات في الجسم.
- وجود الإفرازات المهبلية ذات اللون الأبيض نتيجة ارتفاع مستوى الاستروجين في حال حدوث الحمل.
- الشعور بالغثيان والرغبة في القيء أو حتى التقيؤ بالفعل، لا سيما في الصباح الباكر.
- الشعور بالوخم والتعب والإرهاق نتيجة ارتفاع مستوى البروجسترون الذي يعمل على زيادة سُمك بطانة الرحم.
- الرغبة في زيادة دخول المرحاض للتبول نتيجة ارتفاع هرمون البروجسترون وهرمون الحمل (HCG) في الدم.
- تأخر الدورة الشهرية عن موعدها إذا كانت منتظمة، وهي العلامة الأقوى لحدوث الحمل ونجاح العملية.
مع وجوب التنبيه أن هذه العلامات غير تأكيدية، وأن السبيل الوحيدة للتحقق من نجاح العملية هو النتيجة الإيجابية لتحليل الحمل الذي تجريه الزوجة بعد 14 يوم من نقل الأجنة.
في النهاية،
من خلال إجابتنا المفصلة عن سؤال: هل عملية الحقن المجهري مؤلمة؟ نجد أن الإجابة لا، فهي تُجرى تحت تأثير التخدير ومن ثم لا تشعر الزوجة بأي ألم خلال سحب البويضات، ومع ذلك ينبغي الخضوع لمثل تلك العمليات المصيرية في أفضل مراكز الحقن المجهري في مصر المتخصصة لضمان نجاح العملية بإذن الله، كماويمكنكم الاطلاع على تجربتي مع الحقن المجهري بالتفصيل لمزيد من الاطمئنان والأمل.