تُصاب حوالي 120 مليون امرأة حول العالم بالأورام الليفية، أي ما يُعادل 3.11% من النساء، ورغم وقع اسم المرض الثقيل على النفس، لا تُعد كافة أنواع وأحجام الأورام خطيرة، إذ تكون في غالب الحالات أورامًا حميدة، وحتى إن كان الورم خبيثًا، فقد تطور الطب بما يكفي للتخلص منها.
نجيب في هذا المقال على تساؤلات النساء حول متى يكون حجم الورم الليفي خطير وكيف يُعالج الورم وفقًا لحجمه.
ما هو الورم الليفي؟
في إطار الإجابة عن سؤال “متى يكون حجم الورم الليفي خطير؟” نفهم أولًا ما هو الورم الليفي ولماذا يثير ريبة النساء.
فإن الورم الليفي هو نمو غير طبيعي للخلايا المكونة لنسيج جدار الرحم، ويظهر في صورة كتلة أو أكثر في داخله، ومن هنا يبدأ ظهور أعراض الأورام الليفية في الرحم بناءً على حجم هذه الكتل.
متى يكون الورم الليفي خطيرًا؟
وفقًا للدراسات الطبية، يصير الورم الليفي في الرحم خطيرًا عندما يزداد في الحجم، ويتراوح ما بين 5 إلى 6 سم.
حجم الورم الليفي يحدد سبيل العلاج
تُرى لماذا يهتم الأطباء بتحديد حجم الورم؟
الإجابة ببساطة أن علاج الأورام الليفية في الرحم يختلف باختلاف حجمها وعددها، إذ لا تحتاج الأحجام الصغيرة للتدخل الجراحي، بل يكتفي الطبيب بعلاج الاضطراب الهرموني الذي أدى لظهور الورم مع مراقبته، فإذا استمر في النمو، يلجأ الطبيب إلى استئصاله جراحيًا.
سبيل العلاج المناسب لحجم الورم الليفي الصغير
ينطوي علاج الورم الليفي الصغير في الحجم على عدة خطوات متمثلة فيما يلي:
- العلاج الهرموني، ومنه ما يهدف إلى وقف نمو الورم، ومنه ما يخفض من مستوى هرمون الإستروجين المحفز لتكوين خلايا الورم.
- تقنيات علاجية أخرى، مثل العلاج بالموجات الصوتية عالية الطاقة أو انصمام شرايين الرحم -أي حقن مادة تغلق الشرايين المغذية للورم-.
أهمية العلاج الجراحي للورم الليفي إذا تخطى حجمه الأرقام المحددة
يلجأ الأطباء إلى الجراحة متى يكون حجم الورم الليفي خطير، أي أصبح حجمه أكبر من 50 ملم أو ما يعادل زيادة 5 سم أو 6 سم، ويحدد بعض الأطباء تلك النسبة لمقارنتها مع حجم الرحم في الأسبوع الثاني عشر في أثناء الحمل.
ولكن حجم الورم لا يُعد العامل الوحيد المؤثر في اتخاذ قرار إجراء عملية الأورام الليفية في الرحم، فهناك عوامل أخرى مؤثرة في هذا القرار أهمها ما يلي:
- شدة الأعراض التي تُعانيها المريضة، مثل النزيف الشديد وآلام مزمنة في منطقة الحوض.
- رغبة المريضة في الإنجاب، فالأورام الليفية تُعد عائق أمام تلك الحالات.
- تأثر صحة المرأة بالنزيف الشديد في أثناء الدورة مثل نقص مخزون الحديد.
يمكنك معرفة تكلفة عملية إزالة الورم الليفي في الرحم والعوامل المؤثرة فيها من خلال قراءة هذا المقال.
أسباب استئصال الرحم متى يكون حجم الورم الليفي خطير
في حالات نادرة، قد يتطلب علاج الورم الليفي الرحمي جراحيًا استئصال الرحم، مثل:
- المريضة تُعاني من أورام متعددة وكلها كبيرة في الحجم.
- عدم وجود رغبة في الإنجاب مستقبلًا.
وهنا تبرز أهمية البحث عن أفضل دكتور لعلاج الأورام الليفية يشرح للمريضات حالتهن بدقة، ويعالج منهن الراغبات في الإنجاب بمهارة بحيث يحفظ الرحم من التأثر بالعملية.
بدأ الورم صغيرًا ثم بدأ في النمو، ما سبب ذلك؟
هناك عوامل مؤثرة في نمو خلايا الورم الليفي، بعضها يخص نمط حياة المريضة وأخرى لا يد لها فيها، ومن أشهر تلك العوامل:
- الاستعداد الوراثي لنمو أورام ليفية.
- اضطرابات هرمونات الأنوثة ( الإستروجين والبروجيسترون).
- الحمل في بعض الحالات.
أما ما يخص نمط الحياة:
- السمنة
- قلة النشاط البدني
- التغذية غير المعتدلة، فمثلًا قلة الألياف مع زيادة الكربوهيدرات الخفيفة مثل الدقيق الأبيض.
- تناول موانع حمل دون إشراف الطبيب.
أسئلة شائعة مثل متى يكون حجم الورم الليفي خطير
نجيب في تلك الفقرة على أسئلة مماثلة لسؤال: “متى يكون حجم الورم الليفي خطير؟”:
متى يتحول الورم الليفي إلى سرطان؟
يُعد التحول من ورم ليفي حميد إلى سرطان أمر شديد الندرة لا يتجاوز 0.1% فقط من الحالات، ولكن يمكن أن يكون الورم خبيثًا من بدايته إذا كان نموه سريعًا بصورة ملحوظة، ولهذا يُنصح دومًا بمتابعة طبيب النساء عند ظهور أعراض غريبة مثل آلام مزمنة في الحوض مع دورة شديدة الغزارة.
هل يمكن التعايش مع الورم الليفي؟
بالتأكيد يمكن التعايش مع مرض الورم الليفي الحميد إذا كان صغيرًا في الحجم ولا ينمو أو نموه شديد البطء، ولكن التأقلم معه يستلزم تعديل نمط حياة المريضة مثل ممارسة الرياضة والتغذية المعتدلة وتقليل الكربوهيدرات والابتعاد عن المواد الحافظة واللحوم المصنعة، مع ضرورة المتابعة الدورية مع طبيب النساء.
هل يعتبر حجم الورم الليفي 4 سم خطيرًا؟
لا، لا يُعد حجم الورم الليفي 4 سم خطيرًا، فبحسب ما يُذكر في المصادر العلمية الموثوقة، فإن حجم الورم الليفي يستلزم الاستئصال جراحيًا إذا وصل إلى 5 سم إلى 6 سم، أي ما يعادل حجم الرحم في الحمل خلال الأسبوع ال12، ولكن يجب على المريضة الانتباه للأطعمة التي تتناولها في تلك المرحلة وزيادة نشاطها البدني.
متى يتم استئصال الرحم بسبب الورم الليفي؟
في حالات قليلة، يلجأ الطبيب إلى استئصال الرحم مع الأورام الليفية إذا كانت كبيرة في الحجم للغاية ومتعددة، مع عدم وجود رغبة في الإنجاب مرة أخرى مستقبلًا، وأحيانًا يستأصل الرحم وحده، وأحيانًا يستأصل المبيضين وعنق الرحم أيضًا، والطبيب هو الذي يحدد الأجزاء التي تستدعي الاستئصال بناءً على تشخيص دقيق للحالة.
كيف أفرق بين الورم الليفي والسرطان؟
يكمن الفرق بين الورم الليفي والسرطان في تحليل عينة الورم أولًا، ولكن من العوامل المثيرة للشك في أثناء الفحص هو معدل نمو خلايا هذا الورم، فإذا كان النمو سريعًا يزداد الشك في كونه سرطانًا، بينما النمو البطئ أو المعدوم للورم يُعد إشارة مطمئنة أنه ورمًا حميدًا.
ختامًا..
نود طمأنتكِ، فإذا كان الورم الليفي لديك كبيرًا ويستلزم تدخلًا جراحيًا، فقد تطور الطب في هذا النوع من الجراحات بصورة ملحوظة، وتبعث الأمل في استعادة الحياة دون آلام الحوض المزمنة أو الدورة الشهرية شديدة الغزارة، إذ وصلت نسبة نجاح العلاج الجراحي للأورام الليفية إلى أكثر من 90%.
ندعوك لحجز استشارة مع الأستاذ الدكتور هشام الفزاري عضو الجمعية الأمريكية للمناظير النسائية، أحد رواد علاج الأورام الليفية بالمنظار في مصر، وذلك من خلال الاتصال على أرقام العيادات الموضحة بموقعه الالكتروني.





