تمثل عملية استئصال الرحم مرحلة حساسة في حياة أي امرأة؛ نظرًا إلى ما يصاحبها من تغييرات فسيولوجية وهرمونية ونفسية وقد يمتد التغيير ليشمل طبيعة العلاقة الجنسية وقدرة المراة على ممارسة العلاقة الحميمة بصور طبيعية، فما العلاقة بين عملية استئصال الرحم والجماع ؟
عملية استئصال الرحم والجماع: هل استئصال الرحم يؤثر على العلاقة الزوجية؟
معرفة العلاقة بين استئصال الرحم والجماع من الأمور الهامة التي ينبغي للنساء المقبلات على الخضوع للجراحة فهمها للتعامل معها على نحو صحيح.
وقد يتسبب استئصال الرحم في طبيعة العلاقة من حيث:
تغير الرغبة الجنسية
قد تتسبب الجراحة في انخفاض الرغبة الجنسية لدى المرأة، ونسبة التغير مختلفة باختلاف نوعية الإجراء، ففي حال إزالة المبيضين مع الرحم، قد يؤدي ذلك إلى انخفاض الهرمونات وتراجع الرغبة الجنسية أو حدوث جفاف مهبلي.
أما عند الإبقاء على المبيضين في أثناء الجراحة، فإن مستويات الهرمونات الجنسية مثل الإستروجين والتستوستيرون تبقى مستقرة، مما يقلل من تأثير الجراحة على الرغبة الجنسية.
وعامةً، لا داعي للقلق، ففي حال إزالة المبايض أو الإبقاء عليها يمكن علاج مشكلة انخفاض الرغبة الجنسية عبر استشارة طبيب متخصص وتلقي بعض الأدوية الهرمونية المناسبة.
التغيرات الفسيولوجية بعد استئصال الرحم
إزالة الرحم لا تؤثر بصور مباشرة في الوظائف الفسيولوجية للجماع، لأن الأعصاب والعضلات المسؤولة عن الإحساس الجنسي تظل سليمة، لكن قد تشعر بعض النساء بفقدان جزء من أنوثتهن بعد استئصال الرحم، مما قد يؤثر في ثقتهن بأنفسهن وعلاقتهن الزوجية.
ويمكن تجاوز هذه المشكلة بالتواصل مع شريك الحياة والإفصاح عن المشاعر السلبية التي تشعر بها الزوجة لتلقي الدعم النفسي المناسب لتستطيع تجاوز الأمر.
جفاف المهبل وألم الجماع
قد تعاني بعض النساء من جفاف المهبل نتيجة نقص الإستروجين، خاصة في حال إزالة المبيضين، مما قد يؤدي إلى شعور بعدم الراحة في أثناء العلاقة الزوجية، ويمكن التغلب على ذلك باستخدام المرطبات أو المزلقات المهبلية.
الخلاصة في العلاقة بين عملية استئصال الرحم والجماع…
استئصال الرحم لا يعني وجود تأثير سلبي دائم على العلاقة الزوجية، لكن قد تحتاج المرأة إلى بعض الوقت للتكيف مع التغيرات الجسدية والنفسية.
هل استئصال الرحم يمنع العلاقة الزوجية؟
عملية استئصال الرحم والجماع لا يتعارضان، لكن تحتاج المرأة إلى فترة من التعافي قبل استئناف العلاقة الزوجية ويُوصي الأطباء عادةً بالانتظار من 4 إلى 6 أسابيع حتى يلتئم الجرح الداخلي والخارجي تمامًا؛ تجنبًا لأي مضاعفات محتملة مثل النزيف أو العدوى.
وتختلف مدة الشفاء من امرأة لأخرى بناءً على نوع الجراحة والحالة الصحية العامة، لذا من المهم الانتباه إلى حالة الجسم وعدم التسرع في العودة إلى الأنشطة المعتادة.
ومراجعة الطبيب قبل استئناف العلاقة الزوجية خطوة ضرورية، فهي تمنح الطمأنينة وتضمن أن اكتمال الشفاء، مما يساعد على استعادة الثقة والراحة النفسية والجسدية خلال هذه المرحلة الجديدة.
كيف نُحسن جودة العلاقة الزوجية بعد استئصال الرحم؟
يمثل استئصال الرحم والجماع تحديًا نفسيًا وجسديًا لبعض النساء، ومع ذلك، يمكن التغلب على هذه التحديات وتحسين جودة العلاقة من خلال بعض الخطوات التي تعزز التفاهم بين الزوجين، ومنها:
- التواصل مع الشريك والتحدث بصراحة عن التغيرات المحتملة والمخاوف يساعد على بناء تفاهم ودعم متبادل، مما يقلل من أي ضغوط نفسية قد تؤثر في العلاقة.
- اتباع التوصيات الطبية بعد عملية استئصال الرحم والجماع ضروري لضمان الشفاء الكامل وتحسين الراحة الجسدية، لذلك يُنصح بممارسة التمارين الرياضية المناسبة، التي تساعد في تحسين الدورة الدموية وتقوية عضلات الحوض، مما يعزز من الراحة والثقة أثناء العلاقة الزوجية
- استخدام العلاجات المناسبة، مثل الهرمونات البديلة أو المزلقات المهبلية في حال حدوث جفاف للمساعدة في الشعور بالراحة في أثناء الجماع.
- الاهتمام بالصحة النفسية، إذ تلعب دورًا كبيرًا في استعادة التوازن العاطفي بعد استئصال الرحم، لذلك من المهم الحفاظ على التفكير الإيجابي وتجنب القلق الزائد وقضاء وقت ممتع مع العائلة والأصدقاء والانشغال بهوايات محببة، للمساعدة في تحسين المزاج والشعور بالراحة.
لا يعني استئصال الرحم نهاية الحياة الزوجية الطبيعية، بل هو بداية لمرحلة جديدة تحتاج إلى التكيف والتفاهم.
الأسئلة الشائعة حول استئصال الرحم والجماع
بعد استئصال الرحم، قد تراود المرأة تساؤلات عديدة حول التغيرات المحتملة في العلاقة الزوجية، مثل تأثير العملية على الرغبة الجنسية والقذف ومسار السائل المنوي.
في هذه الفقرة، سنجيب علن أبرز الأسئلة لتوضيح الجوانب الطبية بطريقة بسيطة.
أين يذهب ماء الرجل بعد استئصال الرحم؟
بعد استئصال الرحم، لا يتغير مسار السائل المنوي في أثناء العلاقة الزوجية، إذ يظل المهبل موجودًا ويعمل بطريقة طبيعية، وعند القذف داخل المهبل يُمتص بعض السائل المنوي عبر جدرانه ويُتخلص من الباقي خارجيًا مع الإفرازات المهبلية بمرور الوقت.
هل تفقد المرأة شهوتها بعد استئصال الرحم؟
لا يؤدي استئصال الرحم إلى فقدان الشهوة الجنسية بصورة كاملة، خاصة إذا تم استئصال الرحم و ترك المبايض ، لأن الهرمونات الجنسية تستمر في العمل بشكل طبيعي، أما عند إزالة المبيضين، فقد يحدث انخفاض في مستويات الإستروجين، مما قد يؤثر في الرغبة، لكن يمكن التحكم في ذلك بالعلاجات المناسبة بعد استشارة الطبيب.
هل تقذف المرأة بعد استئصال الرحم؟
لا تتأثر السوائل التي يفرزها جسم المرأة باستئصال الرحم، بل تأتي من غدد موجودة في المهبل، لذلك بعد استئصال الرحم تظل هذه الغدد قادرة على إفراز السوائل، وتختلف هذه الاستجابة بين النساء، لكنها لا تتأثر مباشرة بإزالة الرحم طالما بقيت الأعصاب والأنسجة المهبلية سليمة.
استئصال الرحم قد يكون تجربة صعبة، لكنه لا يعني نهاية العلاقة الزوجية أو فقدان الأنوثة، فمع فهم أن استئصال الرحم والجماع ليسا متناقضين، ويمكن التكيف مع التغيرات الصحية والنفسية لضمان السعادة والراحة للطرفين.
لا تترددوا في التواصل مع الدكتور هشام الفزاري -استشاري الحقن المجهري والمناظير والحمل الحرج- لتحصلوا على الدعم والإرشاد المناسب لمواجهة هذه المشكلة بفعالية.
للمزيد إقرآ أيضا