لا توجد سيدة لم تتعرض لالتهابات المهبل، فهي من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا التي تواجه النساء المتزوجات والفتيات العذارى على حدٍ سواء، وعادةً ما تسببها اضطرابات في التوازن الطبيعي للبكتيريا أو الخميرة في المهبل، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مزعجة مثل الحكة الشديدة والإفرازات غير الطبيعية والشعور بالحرقة.
وعلى إثر الشعور بتلك الأعراض، يبدأ البحث عن علاج التهابات المهبل، فما سُبل العلاج المتاحة لهذه المشكلة؟ ذلك ما سنتعرف إليه في مقالنا التالي.
الأعراض التي تستدعي تلقي علاج التهابات المهبل
- لا بُدَّ من تلقي علاج التهابات المهبل فورًا في حال ملاحظة أيًا من الأعراض التالية التي تشير إلى وجود عدوى نشطة:
- حكة مهبلية شديدة ومستمرة لا تزول بوسائل العناية المنزلية البسيطة.
- إفرازات مهبلية غير طبيعية ذات لون أصفر أو رمادي أو أخضر.
- إفرازات سميكة القوام أو بيضاء متكتلة تُشبه الجبن أو رغوية تصاحبها رائحة كريهة تشبه رائحة السَمك.
- الشعور بالحرقة أو الألم في أثناء التبول أو الجماع.
علاج التهابات المهبل يعتمد على تشخيص السبب الدقيق!
يعتمد علاج التهاب المهبل والحكة الفعّال على التشخيص الدقيق لنوع العدوى، لهذا السبب لا يجب أبدًا الاعتماد على التشخيص الذاتي أو العلاجات المتاحة دونَ وصفة طبية لفترة طويلة.
ويبدأ الطبيب التشخيص بفحص المريضة وسؤالها عن الأعراض ووصف الإفرازات والرائحة، ثمّ طلب إجراء تحليل في المختبر يتضمن تحليل البول أو أخذ مسحة مهبلية لفحصها مجهريًا وتحديد سبب العدوى.
سُبل علاج التهابات المهبل
يختلف علاج التهابات المهبل باختلاف نوع العدوى كما يلي:
التهاب المهبل البكتيري
يحدث نتيجة لفرط نمو أنواع معينة من البكتيريا، ويتضمن العلاج حينها وصف المضادات الحيوية التي تكون متوفرة في هيئة:
- أقراص فموية.
- علاجات موضعية، مثل الكريمات والجل واللبوس المهبلي.
التهاب المهبل الفطري
ينجم عن الإصابة بعدوى الخميرة المهبلية (الكانديدا)، وحتى يُقضى عليها يصف الطبيب مضادات الفطريات المتوفرة أيضًا أما في صورة أقراص فموية، مثل الفلوكونازول وعادةً ما تكون جرعة واحدة فقط وتُكرر وفقًا لرؤية الطبيب، أو أدوية موضعية تشمل كريمات ولبوس مهبلي.
التهاب المهبل الطفيلي
ينتج هذا الالتهاب عادةً عن وجود طفيل ينتقل عبر الاتصال الجنسي يُسمى داء المشعّرات، وغالبًا ما يُعالَج عن طريق الأدوية الفموية مثل الميترونيدازول أو التينيدازول، مع وجوب علاج الزوج في نفس الوقت لمنع تكرار العدوى.
وسائل علاج التهابات المهبل تختلف تبعًا لحالة كل مريضة
يُحدد الطبيب النهج المناسب لعلاج التهابات المهبل تبعًا لعمر المريضة أو حالتها الاجتماعية كالآتي:
علاج التهابات المهبل للمتزوجات
يعتمد العلاج على السبب كما ذكرنا أعلاه، ويُعد العلاج الشامل للزوجين ضروريًا في بعض الحالات، خاصةً عند الإصابة بعدوى داء المشعّرات.
كذلك نجد أن المتزوجات هنَّ الأكثر عرضةً لتأثير بعض العلاجات الموضعية في وسائل منع الحمل، فقد يؤدي استخدام الكريمات واللبوس الذي يحتوي على مادة الكليندامايسين إلى إضعاف الواقيات الذكرية المصنوعة من اللاتكس، لذا يُنصح بتجنب الاعتماد عليها كوسيلة منع حمل في أثناء مدة العلاج، بالإضافة إلى ضرورة تجنب الجماع خلال تلك الفترة لضمان فعّالية الدواء والحد من نقل العدوى.
علاج التهابات المهبل عند العذراء
يفضل الأطباء غالبًا الأقراص الفموية المضادة للعدوى أو الكريمات والمراهم الموضعية التي تستخدم في علاج التهابات المهبل الخارجية عند العذراء؛ لتجنب المساس بسلامة غشاء البكارة.
علاج التهابات المهبل عند البنات الصغيرات
التهابات المهبل عند البنات الصغيرات (ما قبل سن البلوغ) غالبًا ما تكون خارجية بسبب سوء النظافة، أو ارتداء ملابس ضيقة للغاية أو تهيج بسبب استخدام الصابون والمواد الكيميائية، ويشمل العلاج في هذه الحالة:
- تبني عادات النظافة الصحيحة.
- ارتداء ملابس داخلية قطنية واسعة.
- تلقي علاج موضعي، مثل استخدام كريمات مرطبة أو مهدئة خالية من العطور، وفي بعض الأحيان كريمات بجرعات منخفضة من مضادات الفطريات أو المضادات الحيوية الخارجية.
كيفية الوقاية من الإصابة بالتهابات المهبل
تكمن الوقاية في تجنب ممارسة بعض العادات التي تؤدي للإصابة بالعدوى، ومن ثمَّ تتمثل سُبل الوقاية فيما يلي:
- تجنب استخدام المواد المهيِّجة، مثل السدادات القطنية (التامبون) والفوط الصحية المعطرة والصابون المعطر.
- تجفيف المنطقة جيدًا بعد الاستحمام أو دخول الحمام.
- المسح من الأمام للخلف بعد استخدام المرحاض، وذلك لتجنب نقل البكتيريا من منطقة الشرج إلى المهبل.
- تجنب عمل الدش المهبلي لأنه يخل بتوازن البكتريا النافعة التي تعيش داخله، مما يزيد خطر الإصابة بالعدوى، وعامةً لا يتطلب تنظيف المهبل أكثر من ضخ الماء العادي.
- ارتداء ملابس داخلية قطنية مريحة وتغييرها يوميًا.
- تناول أدوية السكري بانتظام للسيطرة على المرض والحد من حدوث العدوى.
أسئلة شائعة حول علاج التهابات المهبل
في إطار حديثنا عن علاج التهابات المهبل عند كل من السيدات والفتيات، تظهر عدة أسئلة تدور في ذهن الكثير منهن، وتشمل هذه الأسئلة ما يلي:
ما هو علاج التهاب المهبل والحكة؟
العلاج الأساسي هو الأدوية التي يصفها الطبيب سواءً كانت مضادات حيوية للبكتيريا أو مضادات للفطريات، وللتخفيف الفوري من الحكة يمكن استخدام الكريمات المهدئة الخالية من العطور أو حمامات الماء الدافئ، مع ضرورة التنويه بعدم الاعتماد على العلاجات المنزلية وحدها في حالة العدوى الشديدة.
ما هي المشروبات التي تقضي على التهابات المهبل؟
لا توجد مشروبات تقضي على العدوى بحد ذاتها، إذ يتطلب القضاء عليها تناول الأدوية بانتظام، ومع ذلك فإن تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالبروبيوتيك، مثل الزبادي تساعد على دعم التوازن البكتيري الصحي في الجسم والمهبل، كما أن الحد من تناول السكريات والمشروبات الغازية يُسهم في منع نمو فطريات الخميرة.
ما هو أفضل دواء للالتهابات النسائية؟
لا يوجد ما يُسمى بأفضل دواء للالتهابات، فلا يوجد عَقار واحد يناسب جميع الحالات، لذلك يجب استشارة الطبيب لتحديد نوع العدوى واختيار العلاج المناسب للتخلص منها.
هل الماء الساخن يزيل التهابات المهبل؟
لا يُزيل الماء الساخن التهابات المهبل، لكنه قد يساعد على تخفيف حدة الأعراض، لذا ينصح بعض الأطباء بالجلوس في ماء دافئ وليس ساخن للغاية لتهدئة الالتهاب والحكة المؤقتة.
مع العلم، أن أحواض المياه الساخنة (الجاكوزي) أو الدش المهبلي بالماء الساخن قد تزيد من خطر حدوث العدوى والتهيج من خلال الإخلال بالتوازن البكتيري أو زيادة جفاف البشرة الحساسة.
في النهاية..
الالتهابات حالة شائعة الحدوث عند النساء، ومع ذلك هذا لا يعني إهمال علاجها والانتظار حتى تُشفى مع مرور الوقت من تلقاء نفسها، فلا بُدَّ من زيارة الطبيب للخضوع للفحص ومعرفة السبب الرئيسي للإصابة، ومن ثمَّ تلقي علاج التهابات المهبل المناسب.
للمزيد إقرئى أيضا
ما هو السنط التناسلي وأعراضه؟ وكيفية علاجه!