قد تمر المرأة بلحظة تُربكها وتُثير خوفها الشديد، وهي لحظة رؤية شيء غريب يخرج من المهبل يُشبه الكرة الحمراء.. مشهد كهذا يجعلها في حالة من التساؤل: ما هذا؟ وهل أُصبت بمرض خطير؟
تُعرّف هذه الحالة بتدلي أو سقوط الرحم، وهي شائعة نسبيًا بين النساء، فما أسبابها والأعراض التي تستدعي استشارة الطبيب فورًا؟ هذا ما نُوضحه تفصيلًا في مقالنا بعنوان “تجربتي مع نزول الرحم”.
تجربتي مع نزول الرحم.. عادات خاطئة تزيد خطر الإصابة
من أبرز أسباب سقوط الرحم هو ضعف عضلات الحوض والأنسجة المُحيطة به التي تساعد على تثبيته مكانه، وقد تُصاب المرأة بهذه الحالة جرّاء اتباعها بعض العادات الخاطئة التي تُسبب ذلك الضعف، منها:
- تناول أطعمة مليئة بالدهون والسكريات مما يؤدي إلى الإصابة بالسمنة.
- رفع الأشياء الثقيلة بطريقة خاطئة مرارًا وتكرارًا.
- إهمال علاج السعال المزمن.
- تناول أطعمة تسبب الإمساك المزمن.
تجربتي مع نزول الرحم.. ماذا تشعر المرأة عند هبوط الرحم؟
تظل أعراض سقوط الرحم غير واضحة حتى يتدلى الرحم بدرجة كبيرة إلى المهبل ويضغط على الأعضاء المحيطة به، مسببًا الآتي:
- مُعاناة ألم في الحوض أو البطن أو أسفل الظهر.
- ألم في أثناء ممارسة العلاقة الزوجية.
- صعوبة في إدخال السدادات القطنية إلى المهبل.
- الإمساك.
وعادةً ما تتفاقم هذه الأعراض في أثناء الوقوف أو المشي فترات طويلة، وأحيانًا عند السعال والعطس، فتلك الحالات تزيد الضغط على منطقة الحوض.
تجربتي مع نزول الرحم.. الأعراض لا تقتصر على تدلي الرحم
قد تظن المرأة أن التدلي مقتصر على الرحم فقط، لكن في وقت لاحق من الإصابة ومع إهمال العلاج قد يحدث تدلي وتضخم لأعضاء أخرى من الجسم، مثل المثانة والمستقيم والأمعاء.
تجربتي مع هبوط الرحم.. مراحل الإصابة
يُصنف تدلي الرحم إلى 4 مراحل تبعًا لمدى تحرك الرحم من موضعه الطبيعي، لتشمل الآتي:
- المرحلة الأولى: يهبط الرحم قليلًا إلى الجزء العلوي من المهبل.
- المرحلة الثانية: يسقط الرحم إلى الجزء السفلي من المهبل.
- المرحلة الثالثة: يبدأ الرحم في البروز خارج المهبل.
- المرحلة الرابعة: يتدلى الرحم كُليًا خارج المهبل.
قد تستهين بعض السيدات بالمراحل الأولى من الإصابة اعتقادًا بشفائها تلقائيًا دونَ الالتزام بخطة علاجية، لكن ذلك قد يُعرضهن إلى مخاطر هبوط الرحم التي تتمثل في الآتي:
- مُعاناة مشكلات في العلاقة الحميمية، مما يزيد الخلافات الزوجية.
- القلق والاكتئاب حِيَال مظهر المهبل.
- سلس البول والبراز، ويُقصد بهما فقدان القدرة على التحكم في عمليتي التبول والتبرز، مما يضع المريضات في عدّة مواقف محرجة اجتماعيًا ويدفعهن للعزلة.
- تضرر الكلى في المراحل المتقدمة لدرجة تسبب احتباس التبول.
تجربتي مع نزول الرحم.. الفحوصات أكدت الإصابة
تخضع السيدة لبعض الفحوصات للتأكد من إصابتها بتدلي الرحم وتحديد مرحلته، منها:
المنظار المهبلي لفحص الحوض، وخلاله يمرر الطبيب أنبوب مرن مزود بكاميرا في مقدمته عبر المهبل لإلقاء نظرة على حالته وحالة الرحم، ثمَّ يطلب من المريضة شد عضلات الحوض كما لو كانت تريد التوقف عن التبول.
تصوير الحوض بالرنين المغناطيسي لالتقاط صور واضحة لكلٍ من أعضاء الحوض والكُلى وتقييم مدى تأثرهم بتدلي الرحم.
فحص المثانة بالمنظار، وذلك إذا كانت المرأة تُعاني سلس البول أو احتباسه.
تجربتي مع نزول الرحم.. سُبل العلاج
تختلف وسائل علاج سقوط الرحم من سيدة لأخرى تبعًا لمرحلة الإصابة وصحتها العامة وعمرها ورغبتها في الإنجاب من عدمها، وتتضمن تلك الوسائل ما يلي:
العلاجات التحفظية
تشمل عددًا من الخيارات غير الجراحية التي تُعيد الرحم إلى موضعه، منها:
التمارين الرياضية، وأشهرها تمارين كيجل التي تتضمن شد عضلات الحوض وكأن المرأة تحبس البول، ثمّ إرخاءها، ويُكرر هذا التمرين 10 مرات بمعدل 4 مجموعات يوميًا.
اتباع نظام غذائي صحي غني بالألياف وتناول كميات كافية من المياه على مدار اليوم؛ للحد من الإمساك.
استخدام الأدوية التي تحتوي على هرمون الإستروجين لتخفيف الأعراض بعد مراجعة الطبيب، وعادةً ما تتوفر على هيئة كريمات أو أقراص.
إنقاص الوزن الزائد عن طريق الالتزام بحمية غذائية مناسبة.
التدخل الجراحي
تشمل الإجراءات الجراحية المُتبعة لعلاج سقوط الرحم خيارين أساسيين وهما:
- استئصال الرحم عبر المهبل أو البطن إذا لم ترغب المريضة في الحمل مُجددًا.
- إصلاح التدلي وإعادة الرحم إلى مكانه الطبيعي من خلال ربط الجزء السفلي منه بأربطة الحوض وتثبيته جيدًا، وذلك بالنسبة للنساء الراغبات في الإنجاب.
الأسئلة الشائعة حول تدلي الرحم
في سياق حديثنا عن تجربتي مع نزول الرحم، نُجيب عن أكثر الأسئلة التي تشغل بال كل سيدة حول هذه الحالة فيما يلي:
كيف أعالج نزول الرحم بنفسي؟
لا يمكنك علاج سقوط الرحم بنفسك، فمن الضروري أن يفحصك الطبيب أولًا لتحديد درجة سقوط الرحم التي تعانين، ومن ثم تحديد العلاج المناسب سواء كان أداء التمارين الرياضية واتباع نمط حياة صحي أو استئصال الرحم أو إصلاح التدلي.
هل رفع الرجلين يساعد على رفع الرحم؟
لا يُساعد رفع الرجلين على رفع الرحم، وذلك لأن سبب التدلي ينجم عن ضعف العضلات الداعمة لأعضاء الحوض، بل يقتصر دوره فقط على تعزيز تدفق الدورة الدموية إلى الجسم.
هل يمكن رفع الرحم بدون عملية؟
نعم، يُمكن رفع الرحم دونَ الخضوع للجراحة، وذلك في الحالات المُبكرة من الإصابة التي يهبط فيها الرحم بنسبة بسيطة.
هل الحمل يُسبب هبوط الرحم؟
في الحقيقة الحمل ليس سببًا مباشرًا لهذه الإصابة، لكنه من ضمن العوامل التي تزيد نسبة حدوثها، فمع تكرار الحمل والولادات الطبيعية تضعف عضلات الحوض، ولكن بوجه عام يمكن علاج هذه الإصابة في مختلف مراحلها، لذا لا تُرهقي نفسك بالتفكير والتساؤل “كيف ستكون تجربتي مع نزول الرحم وأنا حامل”.
وفي نهاية مقالنا الذي أتى بعنوان “تجربتي مع نزول الرحم”، نُوصيك -عزيزتي- باتباع نمط حياة صحي لتجنب الإصابة من البداية، وحتى إن أُصبتِ به فلا تقلقي، فالشفاء منه ليس ببعيد ما دُمتِ تَتلقين العلاج على يد طبيب ماهر وخبير في أمراض النساء.
للمزيد إقرئى أيضا