بطانة الرحم المهاجرة حالة مرضية قد تصيب الفتيات والسيدات على حد سواء، وفيها تنمو أنسجة تشبه بطانة الرحم في أماكن خارجة عنه مثل قناتي فالوب أو المبيضين أو جدار الرحم الخارجي، وفي بعض الحالات النادرة قد تنمو هذه الأنسجة في الأمعاء والمستقيم والمثانة.
ويبقى السؤال ما أسباب الإصابة بهذه الحالة؟ وما الأعراض التي تنذر بالإصابة؟ وهل يتأثر الحمل في وجود بطانة الرحم المهاجرة؟ كل هذا وأكثر سوف نناقشه من خلال تجربتي مع بطانة الرحم المهاجرة.
تجربتي مع بطانة الرحم المهاجرة| أسباب الإصابة
رغم إن أسباب الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة غير محددة بشكلٍ دقيق حتى الآن، توجد بعض العوامل تزيد احتمالية الإصابة، والتي قد تشمل ما يلي:
- وجود تاريخ عائلي مع المرض، فإذا أصيبت إحدى قريبات الدرجة الأولي مثل الأم أو الخالة أو الجدة أو العمة، فقد يزداد خطر الإصابة.
- التغييرات الهرمونية خاصةً ارتفاع نسبة هرمون الاستروجين.
- اضطرابات الجهاز المناعي، فقد تساعد بعض العوامل المناعية على انتقال بطانة الرحم الطبيعية إلى أماكن خارج الرحم.
- الحيض الرجعي وهو تدفق الدم في اتجاه تجويف الحوض وقناتي فالوب بدلًا من نزوله خارج الجسم، قد يؤدي ذلك إلى التصاق أنسجة بطانة الرحم -الموجودة في دم الحيض بصورة طبيعية- في قناتي فالوب أو المبايض.
- الخضوع لجراحات سابقة في منطقة الرحم أو المعدة قد يؤدي إلى حدوث ندبات تلتصق بها أنسجة بطانة الرحم.
تجربتي مع بطانة الرحم المهاجرة| الأعراض
عادة ما تُصيب بطانة الرحم المهاجرة النساء في سن 20 إلى 40 عامًا، ولكنها يمكن أن تحدث خلال سنوات المراهقة، إذ تتمثل أعراض المرض فيما يأتي:
- آلام وتقلصات شديدة في منطقة الحوض في أثناء الدورة الشهرية، وقد تستمر لعدة أيام بعد انتهائها مع الشعور بألم في الظهر والمعدة وحينها تُسمى تلك الأعراض بعُسر الطمث.
- ألم مزعج في أثناء الجماع أو بعده.
- غزارة دم الدورة الشهرية وقد يصل إلى نزيف في بعض الأحيان.
- الشعور بالألم والانزعاج عند التبرز وحتى التبول.
- الشعور بالإرهاق والتعب وانتفاخ البطن والرغبة في القئ والغثيان.
- التأخر في الحمل والإنجاب.
ومن الجدير بالذكر أن شدة الأعراض قد لا تتناسب مع حجم الأنسجة المنتشرة خارج الرحم، فقد تعاني بعض النساء أعراض خفيفة رغم وجود أنسجة كثيرة، بينما قد تعاني أخريات آلام شديدة رغم أن الحالة بسيطة.
تجربتي مع بطانة الرحم المهاجرة والحمل
يُعد تأخر الحمل من أبرز المخاوف لدى المصابات بطانة الرحم المهاجرة، إذ تؤثر هذه المشكلة في فرص الإنجاب بعدة طرق تتضمن:
تأثيرها في البويضات
لحدوث الحمل، ينبغي أن يكون المبيضان أو واحد على الأقل يعمل بصورته السليمة، وعند وجود أنسجة من بطانة الرحم المهاجرة في أحد المبيضين أو كليهما تتأثر جودة البويضات وفرص حدوث الحمل، فقد تعيق هذه الأنسجة تخصيب البويضة الناضجة أو حتى تكوين بويضات صالحة للإخصاب.
قناتي فالوب
قد تؤثر بطانة الرحم المهاجرة على قناتي فالوب من خلال تكوين ندبات والتصاقات في مجرى القناة ومن ثم تعمل على انسداد القناة، ما يمنع حدوث الحمل.
ومع ذلك ، لا يعني الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة ضرورة حدوث العقم، إذ تتفاوت شدة الإصابة من حالة لأخرى، فكثيرًا ظن السيدات المصابات استطعنا الإنجاب بعد تلقي العلاج المناسب.
تجربتي مع بطانة الرحم المهاجرة| كيفية العلاج
يعتمد الطبيب في علاج بطانة الرحم على شدة الحالة وحجم الأنسجة الموجودة وعمر المريضة ورغبتها في الإنجاب مجددًا، وتشمل طرق العلاج ما يلي:
العلاج الدوائي
أن الهدف من الأدوية التي يصفها الطبيب لعلاج بطانة الرحم المهاجرة، تسكين الألم الشديد المصاحب للمرض والحد من زيادة نمو الأنسجة، وتشمل الأدوية:
- المسكنات ومضادات الالتهاب، تسهم في تقليل الألم والتقلصات.
- أدوية منع الحمل، تساعد على تنظيم الدورة الشهرية وتخفيف الأعراض.
- العلاج الهرموني، تحد من نمو أنسجة بطانة الرحم في أماكن غير طبيعية.
العلاج الجراحي
في بعض الأحيان، قد يرى الطبيب ضرورة للتدخل الجراحي خاصةً في الحالات التي لا تجدي فيها العلاجات الدوائية نفعًا، وعدم الرغبة في الحمل مرة أخرى، حينئذ يتدخل الطبيب لإزالة الأنسجة الموجودة أما باستخدام المنظار أو من خلال الجراحات المفتوحة، ويمكن اللجوء إلى استئصال الرحم كحل نهائي وفعال للعلاج.
أسئلة شائعة
من خلال تجربتي مع بطانة الرحم المهاجرة نجيب عن بعض الأسئلة الشائعة المتعلقة بهذه المشكلة:
ماذا يحدث إذا لم تعالج بطانة الرحم المهاجرة؟
في حال عدم علاج بطانة الرحم المهاجرة، قد تتفاقم الحالة وتؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة تشمل:
- انتشار الأنسجة في أماكن أخرى في الجسم مثل الأمعاء والمثانة.
- تكوّن التصاقات وندبات خطيرة، تؤدي إلى آلام مزمنة ومستمرة.
- حدوث خلل في وظائف المبايض ومن الممكن أن تتوقف عن إنتاج البويضات.
- انسداد قناة فالوب بشكلٍ كامل.
- تأخر الإنجاب أو حدوث العقم.
هل يمكن التعايش مع بطانة الرحم المهاجرة؟
من خلال تجربتي مع بطانة الرحم المهاجرة نجد أن الإجابة على السؤال يعتمد على شدة الحالة ومدى تأثيرها في حياة السيدة، فإذا كانت الإصابة بسيطة ولا تسبب أعراض شديدة فمن الممكن التعايش معها من خلال الالتزام بالعلاج والمتابعة الدورية للطبيب.
متى تصبح بطانة الرحم المهاجرة خطيرة؟
يصبح الأمر خطيرًا عند إهمال الاستشارة الطبية والعلاج، فمن الممكن حينها أن تتفاقم الأعراض وتزداد فرص حدوث المضاعفات التي تحدثنا عنها سابقًا.
ختامًا..
من خلال تجربتي مع بطانة الرحم المهاجرة لا يمكن أن نُجزم بالعقم في حال الإصابة بالمرض، فذلك يعتمد على شدة الحالة، كما توجد حالات تعاني من بطانة الرحم المهاجرة وحملت.
وبدورنا نود أن ننوه بضرورة الكشف المبكر في حال الشعور بأي من الأعراض السابق ذكرها والالتزام بالعلاج الذي سيوصي به الطبيب لتحقيق أفضل النتائج العلاجية.
للمزيد إقرآ أيضا