في مقالنا بعنوان “تجربتي مع الحمل خارج الرحم” نتحدث عن إحدى أصعب التجارب الصحية التي قد تمر بها المرأة؛ لأنها تبدأ بشعور جميل مع نتيجة اختبار الحمل الإيجابي وأعراض الحمل المعتادة، لكن سرعان ما تظهر علامات غير مألوفة تشير إلى أن الحمل ليس طبيعيًا بل ما يعرف بالحمل خارج الرحم.
وهي حالة نادرة تنمو فيها البويضة المخصبة خارج الرحم، مما يشكل خطرًا على صحة الأم ويتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا.
يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على الحمل خارج الرحم بدءًا من الأعراض الأولى وحتى طرق التشخيص والعلاج والتعافي، لتقديم صورة شاملة تساعد السيدات على فهم هذه الحالة والتعامل معها بوعي.
تجربتي مع الحمل خارج الرحم وكيف بدأت الأعراض المبكرة؟
قد تتشابه أعراض الحمل خارج الرحم مع الحمل العادي لذا قد لا تلاحظين أي فارق بينهما في البداية، ولكن نزول بعض قطرات من الدم هو ما ينذر بوجود مشكلة، وقد تصيبك الحيرة حينئذ بما أصابك وتتساءلين هل تأتي الدورة في حالة الحمل خارج الرحم؟
والإجابة هي لا، فالنزيف الذي يحدث لا يدل على قدوم الدورة الشهرية، بل هو علامة على أن الحمل لم يثبت في المكان الصحيح داخل الرحم.
في وقت لاحق قد تلاحظين ظهور أعراض أخرى أكثر وضوحًا للحمل خارج الرحم، ومنها:
- ألم في جانب واحد في منطقة أسفل البطن يشبه الوخز.
- إحساس بالتعب العام والإرهاق غير المعتاد في الحمل الطبيعي.
- دوار أو شعور بالدوخة خاصة عند الوقوف.
- ألم في الكتف أو أسفل الظهر في بعض الحالات المتقدمة.
- الاستشارة الطبية ضرورية عند ظهور علامات الحمل خارج الرحم، إذ يقيم الطبيب الوضع عن طريق الكشف بالسونار وغيره من الفحوصات.
اقرأ أيضًا عن : أسباب الحمل خارج الرحم
هل الحمل خارج الرحم يظهر في السونار؟
بعدما تناولنا تفصيلًا الأعراض الواضحة التي تُجيب عن سؤال “كيف تعرف إذا كان الحمل خارج الرحم؟” نتناول فيما يلي دور السونار في رحلة تشخيص هذه الحالة.
عندما يظهر السونار أن الرحم فارغ رغم ارتفاع هرمون الحمل (hCG) في الدم، فهذه أقوى علامة على وجود حمل خارج الرحم.
ولكن قد لا تكون الأمور بتلك السهولة خاصة في المراحل المبكرة للغاية من الحمل، فلا يشير الرحم الفارغ دائمًا إلى حدوث حمل خارج الرحم، لذلك يتطلب الأمر مهارة وخبرة كبيرة من قبل الطبيب.
تجربتي مع الحمل خارج الرحم | خيارات العلاج
عندما يتحقق الطبيب من التشخيص، يُصمم لكل مريضة خطة علاجية تناسب حالتها على أن تتضمن أحد الخيارات الآتية:
العلاج الدوائي بإبرة الميثوتريكسيت
إذا كان الحمل في مراحله الأولى، ومستوى هرمون الحمل ليس مرتفعًا للغاية، ولا يوجد نزيف، يعتمد الطبيب على هذه الحقن لوقف نمو الخلايا الجنينية، والسماح للجسم بامتصاص الحمل.
يتطلب هذا الخيار متابعة دقيقة ومستمرة لحالة الأم، وفحص مستوى هرمون الحمل في الدم لأسابيع للتأكد من انخفاضه إلى الصفر.
العلاج الجراحي بالمنظار
إذا كان الحمل متقدمًا أو كان الألم شديداً، والنزيف في زيادة تكون الجراحة بالمنظار هي الحل الوحيد، لمحاولة إزالة الحمل مع الحفاظ على قناة فالوب إن أمكن، أو إزالة القناة بالكامل إذا كانت متضررة بشدة.
لذلك نجد أن آراء السيدات تتباين حول رحلة العلاج، فبعضهن يقول تجربتي مع الحمل خارج الرحم انتهت عند أخذ عددٍ من الحقن” في حين أن أخريات استدعت حالتهن ضرورة الخضوع للجراحة.
تجربتي مع الحمل خارج الرحم | التعافي بعد العلاج
لا تنتهي القصة عند باب غرفة العمليات أو بعد آخر فحص للدم، فمرحلة التعافي الجسدي والنفسي لا تقل أهمية تمامًا عن العلاج الجراحي.
يعتمد التعافي الجسدي والنفسي بصورة كبيرة على نوع علاج الحمل خارج الرحم، فإذا كان العلاج دوائيًا، فالتعافي النفسي يكون أبطأ بسبب طول فترة المتابعة، ولكنه أسرع جسديًا أما التعافي من الجراحة بالمنظار، فيحتاج وقتًا أطول للتعافي والتئام الجروح.
أسئلة شائعة حول تجربتي مع الحمل خارج الرحم
تشمل أهم هذه الأسئلة:
هل يمكن أن يحدث حمل خارج الرحم رغم وجود جهاز هرموني أو موانع حمل؟
نعم يمكن أن يحدث الحمل خارج الرحم رغم استخدام موانع الحمل سواء كانت اللولب الهرموني أو اللولب النحاسي أو حتى حبوب منع الحمل.
ففي بعض الحالات النادرة إذا حدث الحمل مع وجود اللولب في مكانه، فإن احتمال أن يكون الحمل خارج الرحم أعلى من الحمل العادي، لذلك إذا كنت تستخدمين وسيلة منع حمل وظهرت لديك أعراض الحمل خارج الرحم التي تناولناها، سارعي باستشارة الطبيب.
هل سأحمل مرة أخرى بعد الحمل خارج الرحم؟
نعم، يمكن الحمل مرة أخرى حتى لو استُئصلت قناة فالوب واحدة، فإن القناة الأخرى تظل قادرة على أداء وظيفتها.
أما عن إمكانية الحمل مرة أخرى في حال ربط الأنابيب تمامًا، فيمكن التعرف إلى كافة التفاصيل عنه من خلال زيارة هذا الرابط: هل يمكن الحمل بعد عملية ربط قناة فالوب.
كم من الوقت يجب الانتظار بعد علاج الحمل خارج الرحم لمحاولة الحمل مجددًا؟
المدة تختلف حسب نوع العلاج الذي اتُبع:بعد العلاج الدوائي بحقن الميثوتيكسيت : ينصح بالانتظار على الأقل مدة تتراوح من 3 إلى 6 أشهر.
بعد الجراحة: يمكن التفكير في الحمل بعد نحو 2 إلى 3 أشهر بشرط أن تكون قنوات فالوب سليمة.
في نهاية مقالنا الذي أتي تحت عنوان “تجربتي مع الحمل خارج الرحم”، نوصيك عزيزتي بألا تتجاهلي أي عرض غريب خلال شهور حملك الأولى، فالتدخل المبكر هو ما يصنع فارقًا كبيرًا في رحلة حملك ويقيك من مضاعفات خطيرة قد تودي بحياتك لا قدر الله.
يمكنك معرفة مزيد من التفاصيل عن ما هي علامات الحمل خارج الرحم الأكثر خطورة، والتي تستدعي الذهاب إلى أقرب مستشفى للطوارئ، من خلال زيارة مدونة موقع الدكتور هشام الفزاري -استشاري النساء والتوليد والمناظير والحمل الحرج-.