إن مرور المرأة بتجربة استئصال الرحم ليس بالأمر الهين، إذ يضطر الطبيب لإزالة الرحم وقد يزيل أيضًا المبيضين، وذلك في حال الإصابة بأورام ليفية كبيرة الحجم ومتعددة أو الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة، أو وجود نزيف شديد غير مستجيب للعلاج، أما السبب الأكثر شيوعًا هو الإصابة بسرطان الرحم والمبيضين.
ومن ثم تبدأ التساؤلات عن طبيعة الحياة بعد عملية الاستئصال والبحث عن تجارب النساء بعد استئصال الرحم، لذا سيكون حديثنا اليوم عن الحياة بعد استئصال الرحم مع ذكر أهم النصائح لتجاوز هذه المرحلة بسهولة.
تجارب النساء بعد استئصال الرحم| ماذا يحدث للمرأة بعد إزالة الرحم؟
بعد استئصال الرحم تحدث عدة تغيرات جسدية وهرمونية ونفسية، وفهم هذه التغيرات يساعد المرأة على التكيف مع حياتها الجديدة، وتشمل هذه التغيرات ما يلي:
توقف الدورة الشهرية
يؤدي الرحم دورًا أساسيًا في حدوث الدورة الشهرية، ومن ثم عند استئصاله يصبح غياب الدورة أمر طبيعيًا.
عدم القدرة على الحمل
استئصال الرحم يعني عدم إمكانية الحمل، حتى لو حدث الاستئصال مع الحفاظ على المبيضين، فالرحم هو العضو المسؤول عن حمل الطفل وإمداده بالغذاء.
التغيرات الهرمونية
في حال استئصال المبيضين مع الرحم، تتأثر المرأة بحدوث تغييرات هرمونية وظهور أعراض انقطاع الطمث نتيجة قلة إفراز هرمون الاستروجين، ومن ثم ستصبح المرأة في سن اليأس بغض النظر عن عمرها، وتتمثل أعراض انقطاع الطمث فيما يلي:
- الهبات الساخنة.
- التعرق الليلي.
- جفاف المهبل.
- تقلبات المزاج.
- الإصابة بهشاشة العظام نتيجة انخفاض كبير في مستوى الكالسيوم.
أما في حال استئصال الرحم و ترك المبايض ، فإنهما سيستمران في إنتاج الهرمونات الأنثوية حتى تصل المرأة إلى سن اليأس في الوقت الطبيعي، مع الشعور ببعض الأعراض الجانبية بعد استئصال الرحم مباشرةً مثل:
- ألم في منطقة البطن والحوض أو جرح العملية.
- النزف الخفيف أو خروج إفرازات دموية بعد الجراحة.
- الإرهاق والتعب.
تغيرات في وظائف الجهاز البولي والأمعاء
في بعض الحالات قد تلاحظ بعض النساء تغيرات طفيفة في وظائف المثانة أو الأمعاء بعد الجراحة مثل الإمساك والانتفاخ، التي غالبًا ما تكون مؤقتة وتتحسن بمرور الوقت.
تغييرات نفسية
من أكثر التغيرات التي تُصيب المرأة بعد استئصال الرحم هي الشعور بالحزن، خاصةً إذا كانت الجراحة غير مرغوب فيها ولكنها لضرورة طبية.
تجارب النساء بعد استئصال الرحم| طريقة النوم بعد عملية استئصال الرحم
طريقة النوم بعد عملية استئصال الرحم لها دور في تخفيف الألم ومنع الضغط على منطقة الجرح سواء كانت الجراحة مفتوحة أو بالمنظار، لذا تُفضل طريقة النوم بعد العملية أن تكون على النحو التالي:
- في الأيام الأولى بعد الجراحة يُفضل النوم على الظهر، وذلك لتقليل الضغط على البطن ومنع شد العضلات حول منطقة الجرح، بالإضافة لاستخدام الوسائد تحت الركبتين لثني الساقين قليلًا، ما يخفف التوتر عن أسفل الظهر والبطن، ويمكن وضع وسائد صغيرة على جانبي الجسم لدعم الجذع ومنع التقلب اللا إرادي في أثناء النوم، والحرص على النهوض ببطء عند الاستيقاظ.
- بعد الأسبوع الأول إلى الثاني أو عند تحسن الألم يمكن النوم على الجنب مع ضرورة وضع وسادة بين الركبتين ووسادة أخرى لدعم البطن وتقليل الضغط على الجرح.
- يُنصح بتجنب النوم على البطن لعدة أسابيع، حتى يلتئم الجرح تمامًا وتختفي أي آلام في المنطقة.
تجربتي مع استئصال الرحم والجماع
يُعد الجماع من الأمور التي تثير الكثير من التساؤلات لدى النساء بعد استئصال الرحم، وتُظهر تجارب النساء بعد استئصال الرحم أن عملية استئصال الرحم والجماع لا يتعارضا و يمكن العودة إلى النشاط الجنسي بشكل طبيعى ولا يتسبب استئصال الرحم في أي عوائق تجاه الجماع إلا في حال استئصال المبيضين مع الرحم، فقد يتسبب ذلك في ظهور بعض الأعراض مثل:
- جفاف المهبل نتيجة نقص هرمون الإستروجين، ومع ذلك يمكن التغلب على هذا الأمر عن طريق المزلقات المهبلية.
- انخفاض الرغبة الجنسية نتيجة قلة إفراز الهرمونات الأنثوية، ويمكن علاج هذا الأمر عن طريق استشارة طبيب متخصص وتناول بعض الأدوية الهرمونية المناسبة.
- ويوصي الأطباء بالانتظار لمدة تتراوح بين 6 إلى 8 أسابيع بعد الجراحة لضمان التئام الجرح ولتجنب خطر العدوى أو النزيف، مع ضرورة استشارة الطبيب قبل العودة لممارسة الجماع.
تجارب النساء بعد استئصال الرحم| فترة التعافي
- تختلف فترة التعافي من امرأة لأخرى وتتراوح ما بين 4- 6 أسابيع، وتتباين هذه المدة تبعًا لعدة عوامل، منها:
- اختلاف التقنية المستخدمة في استئصال الرحم، سواء بالمنظار أو جراحة مفتوحة.
- اقتصار الجراحة على استئصال للرحم فقط أو استئصال المبيضين أيضًا.
- الحالة الصحية العامة للمريضة ومدى اتباعها لنصائح ما بعد عملية استئصال الرحم، وهذا ما سنتحدث عنه تفصيليًا في السطور التالية.
تجارب النساء بعد استئصال الرحم | نصائح لمن استأصلت الرحم
هناك بعض النصائح التي من شأنها تعزيز عملية التعافي بعد استئصال الرحم، مثل:
- الالتزام بالأدوية التي يصفها الطبيب بدقة وعدم التوقف عنها إلا باستشارته.
- الحرص على الحصول على الراحة الكافية خاصةً في الأيام الأولى بعد العملية، وعدم أداء أي مجهود بدني شاق.
- اتباع نظام غذائي غني بالألياف والفيتامينات لدعم الشفاء ومنع الإمساك، مع شرب كميات وفيرة من السوائل لا سيما الماء.
- بدء المشي لمسافات قصيرة بمجرد أن تسمح الحالة، مع الزيادة التدريجية للمسافات وذلك لمنع تكون الجلطات الدموية وتعزيز الدورة الدموية.
- تجنب رفع الأشياء الثقيلة حتى تمام التعافي.
الاهتمام بالصحة النفسية، فلا تترددي في طلب الدعم ممن حولك من العائلة والأصدقاء، أو البحث عن استشارة نفسية إذا كنتِ تشعرين بالحزن أو صعوبة في التكيف، فمجموعات الدعم النسائية يمكن أن تكون مصدرًا قيمًا لتجاوز المرحلة وتبادل تجارب النساء بعد استئصال الرحم.
التواصل مع الزوج والتصريح بما تشعرين به من مشاعر واحتياجات، خاصة فيما يتعلق بالعودة إلى النشاط الجنسي.
الحرص على حضور جميع مواعيد المتابعة الدورية مع الطبيب.
ما هي سلبيات استئصال الرحم؟
على الرغم من الفوائد التي يحققها استئصال الرحم في علاج العديد من الحالات، فهناك بعض السلبيات أو المخاطر المحتملة التي يجب على المرأة أن تكون على دراية بها، وتنقسم إلى:
الآثار الجانبية بعد استئصال الرحم
من الطبيعي وجود آثار جانبية للعملية تزول مع مرور الوقت والتعافي، مثل:
- الشعور بالألم في موضع الجرح.
- الإمساك.
- النزيف المُعتدل.
- الإفرازات المهبلية.
- صعوبة التبول.
- ظهور أعراض انقطاع الطمث في حال استئصال المبيضين مع الرحم.
مضاعفات عملية استئصال الرحم
رغم تجاوز نسبة نجاح عملية استئصال الرحم بالمنظار ٩٥% فقد تحدث بعض المضاعفات إثر اللجوء إلى طبيب محدود الخبرة في مثل تلك العمليات الكبيرة، أو قلة اهتمام المريضة باتباع نصائح ما بعد العملية وتشمل هذه المضاعفات الآتي:
- حدوث عدوى مكان الجراحة.
- نزيف مستمر.
- إصابة الأعضاء المجاورة مثل المثانة أو الأمعاء أو الحالب.
- تكون الجلطات الدموية في الساقين أو الرئتين.
في النهاية،
من خلال حديثنا عن تجارب النساء بعد استئصال الرحم نجد أن كل تجربة لا تشبه الأخرى، ومع ذلك يمكننا الاتفاق على أن الحالة النفسية وتقديم الدعم هم أكثر ما يساعد المرأة على تجاوز هذه الفترة بالإضافة لاتباع النصائح المقدمة أعلاه.
للمزيد إقرئى أيضا