تخضع الحامل لفحص الموجات الصوتية بصورة دورية للاطمئنان على صحة الجنين، لكن في بعض الأحيان قد يكشف هذا الفحص الروتيني عن مفاجأة غير متوقعة ألا وهي وجود كيس على المبيض، ومن ثم يثير هذا التشخيص قلقًا لدى الحوامل متسائلات عن مدى تأثيره في صحتهن وصحة الجنين.
لكن الخبر الجيد هو أن معظم تجارب الحمل مع وجود كيس على المبيض تمر بسلام دون أي مضاعفات تذكر، وعلى إثر ذلك نوضح في هذا المقال طبيعة هذه الأكياس من خلال الإجابة عن التساؤلات التي تشغل بال كثير من الأمهات الحوامل.
ما هو كيس المبيض؟
قبل الخوض في تفاصيل تجارب الحمل مع وجود كيس على المبيض، ينبغي معرفة ما المقصود به، كيس المبيض هو كيس مملوء بسائل أو أنسجة، يكون داخل المبيض أو على سطحه، وعادةً ما تظهر هذه الأكياس خلال سنوات الإنجاب أو بعد انقطاع الطمث، وتُصاب حوالي 7% من النساء حول العالم بتكيس المبيض في مرحلة ما من حياتهن، ولكن في الغالب تكون غير مؤلمة وتختفي دون علاج.
تجارب الحمل مع وجود كيس على المبيض: أنواع الأكياس المحتملة
تُعد أكياس المبيض أمرًا شائعًا خلال الحمل، خاصة في مراحله المبكرة، وتنقسم إلى نوعين رئيسيين هما:
كيس الجسم الأصفر
يتكون بعد خروج البويضة من المبيض، وظيفته هي إنتاج هرمون البروجسترون الذي يساعد على تثبيت الحمل في الأشهر الثلاثة الأولى، وغالبًا يختفي هذا الكيس من تلقاء نفسه مع تقدم الحمل عندما تتولى المشيمة مهمة إنتاج الهرمونات، ولكن في بعض الحالات يمتلئ الكيس الأصفر بالسوائل ويبقى على المبيض،
وفي كثير من الحالات بما فيهم تجربتي مع الحمل بتوأم في كيس واحد، لم يؤثر وجود كيس الجسم الأصفر في الحمل.
الأكياس المرضية
بعض الأكياس الأخرى، مثل الأكياس الجلدية (Dermoid Cysts) أو أكياس بطانة الرحم المهاجرة ، قد تكون موجودة قبل الحمل ولا تختفي تلقائيًا، لذا تحتاج إلى المتابعة الدقيقة، للتأكد من عدم نموها.
تجارب الحمل مع وجود كيس على المبيض: الأعراض المحتملة
عادةً لا تُسبب أكياس المبايض أي أعراض، ويُكتشف وجودها صدفة في أثناء الفحص الروتيني للحمل بالموجات فوق الصوتية، أما إذا كان كيس المبيض كبيرًا فقد تظهر بعض الأعراض منها:
- الانتفاخ.
- امتلاء البطن.
- ألم في أثناء التبرز.
- الشعور بالضغط في الحوض أو أحد جانبي البطن.
تجارب الحمل مع وجود كيس على المبيض: كيفية العلاج
عادةً لا تتطلب تكيسات المبيض علاجًا فهي تختفي من تلقاء نفسها، إلا في الحالات التالية:
- تمزق كيس المبيض وحدوث نزيف حينها لا بد من التدخل الطبي لوقف النزيف.
- التواء المبيض، وهي حالة طبية طارئة تتطلب الجراحة.
- حجم الكيس كبير للغاية ويسبب أعراضًا مزعجة، حينها قد يوصي الطبيب بالراحة أو إجراء الجراحة إذا كان ذلك ضروريًا لسلامة الأم والجنين.
الأسئلة الشائعة
متى يكون كيس المبيض خطير على الحامل
إن سؤال متى يكون كيس المبيض خطيرًا؟ يراود الكثير من السيدات، ويمكن القول أن الخطورة تحدث عندما يتسبب في حدوث مضاعفات حادة تتطلب تدخلًا طبيًا طارئًا، أبرزها:
- التواء المبيض وهو التفاف المبيض حول الأربطة الداعمة له بسبب كبر حجم الكيس، مما يؤدي إلى انقطاع تدفق الدم للمبيض، ويتطلب ذلك جراحة عاجلة.
- تمزق الكيس مسببًا نزيفًا داخليًا حادًا أو التهابات.
وفي حال الضرورة القصوى للتدخل الجراحي، يفضل الأطباء إجراء العملية خلال الثلث الثاني من الحمل، إذ يكون خطر الإجهاض أقل وتكون المشيمة قد بدأت بالعمل بصورة كاملة، وقد تصل مدة الشفاء بعد عملية استئصال كيس المبيض بالمنظار ما بين أسبوعين إلى ثلاث أسابيع تقريبًا، وتختلف من سيدة لأخرى وفقًا لخبرة الطبيب وعدد الأكياس الموجودة.
هل يستمر الحمل مع وجود كيس على المبيض؟
من خلال تعرفنا على تجارب الحمل مع وجود كيس على المبيض فإن الإجابة نعم، فيستمر الحمل في كثير من الأحيان بصورة طبيعية، بل إن وجود كيس الجسم الأصفر في بداية الحمل هو أمر طبيعي وضروري، إذ ينتج هذا الكيس هرمون البروجسترون الأساسي لتثبيت الحمل في الأشهر الثلاثة الأولى، ويختفي تلقائيًا بحلول الثلث الثاني من الحمل دون أي تدخل.
وبالنسبة للأكياس الأخرى، فنادرًا ما تعيق استمرار الحمل، ولا تتطلب سوى المتابعة بالموجات فوق الصوتية، ما لم تتطور لمضاعفات حادة، والسؤال هنا هل يحدث حمل مع تكيس المبايض؟ الإجابة تجدونها في هذا الرابط.
هل وجود كيس على المبيض بحجم 3.5 سم خطير؟
لا يعد وجود كيس على المبيض بحجم 3.5 سم أمرًأ خطيرًا، فالأكياس التي يقل حجمها عن 5 سم تصنف ضمن الأكياس الصغيرة التي لا تسبب مضاعفات في أغلب الحالات، وتكون نسبة كبيرة منها أكياس وظيفية مؤقتة.
وعند وجودها، يوصي الأطباء بالانتظار والمراقبة الدورية بالموجات فوق الصوتية لضمان عدم زيادة حجمه، إذ لا تستدعي هذا الأحجام الصغيرة قلقًا أو تدخلًا جراحيًا خلال فترة الحمل.
هل يؤثر انفجار كيس المبيض على الجنين؟
لا يؤثر انفجار كيس المبيض على الجنين بصورة مباشرة، فالجنين محمي داخل الرحم، ومع ذلك فإن خطورة الانفجار تكمن في تأثيره على صحة الأم، إذ يمكن أن يسبب ألمًا حادًا مفاجئًا ونزيفًا داخليًا، وفي حالات نادرة قد يصل الأمر إلى عدوى.
وفي حال كان النزيف شديدًا ويتطلب جراحة طارئة، فإن هذه المضاعفات غير المباشرة قد تزيد من خطر المخاض المبكر أو الإجهاض، ومع ذلك لا داعي للقلق فالرعاية الطبية الفورية التي تحصلين عليها تحافظ عادة على سلامة الأم وتمنع أي تأثير سلبي على سير الحمل.
في النهاية..
إن اكتشاف كيس على المبيض في أثناء الحمل قد يكون مصدر قلق، ومع ذلك فإن معظم تجارب الحمل مع وجود كيس على المبيض هي تجارب إيجابية ومطمئنة، وتظل المتابعة الدورية الدقيقة مع طبيب متخصص والالتزام بتوجيهاته هو أفضل ضمان لعبور فترة الحمل بسلام.