طبقًا لما ورد عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تخضع سيدة من كل ثلاث لعملية استئصال الرحم بحلول سن الستين، وإذا كانت هذه العملية متضمنة إزالة المبيضين فقد تحدث تغيرات هرمونية في الجسم تسبب مشكلات نفسية عديدة مثل الاكتئاب والقلق وفقدان الثقة بالنفس، بالإضافة إلى الأعراض الجسدية كالهبات الساخنة وجفاف المهبل وغيرها، ما يجعلها تبحث عن سبل للتعامل مع هذه الأعراض.
ولكن قبل ذلك دعونا نتعرف إلى الأعراض الجانبية بعد استئصال الرحم.
عملية استئصال الرحم ومضاعفاتها
عملية استئصال الرحم في معظم الأحوال هي عملية إجبارية، تخضع لها السيدات لعلاج المشكلات المزمنة التي تصيبهن، والتي لم تفلح سبل العلاج التقليدية في السيطرة عليها، وتتضمن هذه المشكلات الآتي:
- الأورام الليفية.
- بطانة الرحم المهاجرة.
- آلام الحوض المزمنة.
- النزف الشديد.
- الإصابة بسرطان الرحم والمبيض وعنق الرحم.
وكأي عضو في الجسم خلقه الله لتأدية وظيفته فإن مع استئصال الرحم تفقد السيدة قدرتها على الحمل والإنجاب، ولكن إذا كان استئصال المبيضين مقرونًا باستئصال الرحم يحدث خلل في مستويات الهرمونات التي يفرزها المبيض، يؤدي بها إلى مجموعة من المضاعفات على المدى البعيد.
الأعراض الجانبية بعد استئصال الرحم
تظهر مجموعة من الأعراض الجانبية بعد استئصال الرحم، وتتضمن ما يلي:
- الشعور بالألم في منطقة البطن والحوض أو في منطقة جرح العملية.
- النزف الخفيف أو خروج إفرازات دموية بعد الجراحة.
- التعب والإرهاق.
- الإمساك والانتفاخ.
تختلف مدة استمرار هذه الأعراض من سيدة لأخرى، ولكن في الأغلب تقل تدريجيًا إلى أن تختفي مع انتهاء فترة التعافي التي تبلغ 6-8 أسابيع تقريبًا.
مضاعفات عملية استئصال الرحم
عملية استئصال الرحم مثل غيرها من العمليات الجراحية قد يتبعها بعض المضاعفات ومنها:
- النزف.
- العدوى.
- تعرض أحد الأنسجة المحيطة للتلف بما في ذلك (المثانة أو الأمعاء أو الأوعية الدموية والأعصاب).
- انسداد الأمعاء.
- الجلطات الدموية.
كيفية التعامل مع الأعراض الجانبية بعد عملية استئصال الرحم
بعد معرفة التغيرات والأعراض الجانبية بعد عملية استئصال الرحم، ينبغي معرفة أساليب العناية الذاتية وكيفية التعامل مع هذه التغيرات، وفيما يلي نوضحها لكم:
- تجنب الأنشطة الشاقة في البداية، واستعادة النشاط اليومي بصورة تدريجية.
- المشي يوميًا لتسريع الشفاء.
- تناول المسكنات وغيرها من الأدوية بانتظام.
- اتباع نظام غذائي صحي غني بالفيتامينات والمعادن المختلفة، والإكثار من تناول الألياف التي من شأنها أن تقلل الإمساك المرتبط بالعملية.
- استشارة الطبيب عند ظهور أي أعراض غير طبيعية مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم أو نزف شديد أو إفرازات مهبلية غير طبيعية.
أضرار استئصال الرحم على المدى الطويل
استئصال المبيضين في نفس توقيت استئصال الرحم يؤدي إلى انخفاض إنتاج هرمون الاستروجين، وهذا الهرمون مسؤول عن عدد من وظائف في الجسم وأهمها الدورة الشهرية والحيض، وباستئصال المبيض يتوقف الحيض فجأة ويبدأ انقطاع الطمث إذا لم تصل السيدة إلى هذا السن بعد، ومن الأعراض التي تعانيها السيدة مع انقطاع الطمث ما يلي:
- الهبات الساخنة.
- جفاف المهبل.
- التعرق الليلي.
- الأرق.
- التقلبات المزاجية.
- زيادة الوزن.
- تساقط الشعر.
- جفاف الجلد.
- الاكتئاب.
- القلق.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- الألم في أثناء العلاقة الزوجية.
ومن الجدير بالذكر أن استئصال الرحم ما قبل سن الأربعين يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب وهشاشة العظام والسمنة مع التقدم في العمر، وتجنبًا لهذه المشكلات يصف الأطباء مكملات هرمون الاستروجين، ولكن هذه الأدوية غير مناسبة لمن لديها تاريخ شخصي أو عائلي من الإصابة بأمراض الكبد وسرطان الثدي.
استئصال الرحم وتأثيره على العلاقة الزوجية
تكثر التساؤلات حول تأثير استئصال الرحم على العلاقة الزوجية، ونجيب فيما يلي عن عدد من هذه الأسئلة:
متى يسمح بالجماع بعد استئصال الرحم؟
يوصي الأطباء بالامتناع عن العلاقة الزوجية لمدة ستة أسابيع على الأقل لحين اختفاء الأعراض الجانبية بعد استئصال الرحم والتعافي الكامل، ولكن ينبغي استشارة الطبيب حول الموعد المناسب لاستئناف العلاقة الزوجية بعد العملية.
هل تشعر المرأة بالنشوة بعد استئصال الرحم؟
الاستمتاع بالعلاقة الزوجية بعد استئصال الرحم يختلف من زوجة لأخرى، ولكن معظم الأحوال لا تتأثر جودة العلاقة، لأن النشوة الجنسية تعتمد على العوامل النفسية والجسدية وليس على وجود الرحم فقط.
وكما ذكرنا أن التغييرات الهرمونية قد تكون السبب في جفاف المهبل والألم في أثناء العلاقة الزوجية كما أن التغيرات النفسية قد تؤثر في رغبتها الجنسية، ويمكن التغلب على ذلك من خلال التحدث مع الزوج حول المشاعر والتغيرات التي تمرين بها، وقد تساعد العلاجات الهرمونية البديلة على تخفيف هذه الأعراض وتحسين الرغبة الجنسية.
هل يستمتع الرجل بعد استئصال الرحم؟
لا يؤثر استئصال الرحم في متعة الزوج خلال العلاقة الجنسية، لأن الرحم ليس له دور في عملية الجماع أو الاستمتاع بالعلاقة الجنسية سواء للزوجة أو الزوج.
تعتمد المتعة بصورة أساسية على العوامل النفسية والصحة الجسدية والعلاقة العاطفية مع الزوج وليس على وجود الرحم أو عدمه.
أين يذهب ماء الرجل بعد استئصال الرحم؟
بعد استئصال الرحم، يظل السائل المنوي الذي يقذفه الرجل في أثناء العلاقة الزوجية داخل المهبل، ويخرج من الجسم بعدئذ مثل الإفرازات المهبلية.
هل تقذف المرأة بعد استئصال الرحم والمبايض؟
المرأة لا تقذف بمعنى القذف مثلما يحدث عند الرجال، ولكن الماء الذي يخرج عند وصولها للنشوة الجنسية تفرزه الغدد الموجودة في المهبل ولا دخل للرحم في ذلك.
وفي الأخير، فإن استئصال الرحم عملية إجبارية، بمعنى أن المرأة تخضع لذلك حفاظًا على صحتها الجسدية والتخلص من أعراض مؤلمة أو لإنقاذ حياتها مثلما في الأورام السرطانية، ولذلك مهما كانت الأعراض الجانبية بعد استئصال الرحم فلن تكون أكثر شدة من معاناتها ويمكن التحكم فيها أو التأقلم معها.
وفي ختام مقالنا عن الأعراض الجانبية بعد استئصال الرحم نتمنى لكل سيدة خضعت لهذا الإجراء أو مقبلة عليه دوام الصحة والعافية، وإذا كان لديكن استفسارات أخرى لا تترددن في الاتصال بنا عبر الأرقام الموضحة أمامكن.
للمزيد إقرآ
تكلفة عملية استئصال الرحم بالمنظار 2025