تعد أكياس المبيض من الحالات الشائعة التي تصيب العديد من النساء في مختلف الأعمار، غالبًا ما تكون هذه الأكياس غير خطيرة وتختفي دون الحاجة إلى علاج، إلا أن بعضها قد يسبب مضاعفات تستدعي التدخل الطبي.
في هذا المقال، سنتناول أنواع أكياس المبيض وأسباب ظهورها وكيفية التعامل معها.
أنواع أكياس المبيض الرئيسية
أكياس المبيض هي جيوب مملوءة بسائل تتشكل على سطح المبيض أو داخله، ويمكن أن تختلف في الحجم والتركيب، وقد تكون بسيطة أو معقدة.
تنقسم أكياس المبيض إلى نوعين رئيسيين: أكياس وظيفية وأكياس مرضية، وسنتعرف إلى أنواع أكياس المبيض فيما يلي:
الأكياس الوظيفية
الأكياس الوظيفية أكثر أنواع أكياس المبيض انتشارًا، وتتشكل نتيجة العملية الطبيعية للإباضة وإفراز الجسم كميات مختلفة من الهرمونات.
هذه الأكياس غالبًا ما تكون غير ضارة وتختفي من تلقاء نفسها دون علاج خلال دورة أو دورتين شهريتين، ويمكن تقسيمها إلى نوعين رئيسيين:
كيس الجريب (Follicular Cyst)
يحدث عندما لا ينفجر الجريب الذي يحتوي على البويضة لتحريرها في أثناء الإباضة، ويظل الجريب مغلقًا ويمتلئ بالسائل، مما يؤدي إلى تكوّن الكيس وزيادة حجمه.
عادةً ما يكون حجم هذا الكيس صغيرًا (أقل من 5 سم)، وقد لا يسبب أي أعراض ويمكن أن يختفي خلال أسابيع قليلة، إلا أنه قد يسبب ألمًا طفيفًا في الحوض أو عدم انتظام بسيط في الدورة الشهرية.
كيس الجسم الأصفر (Corpus Luteum Cyst)
يتشكل بعد إطلاق البويضة، حيث يمتلئ الجسم الأصفر (وهو ما يتبقى من الجريب بعد الإباضة) بالسائل.
في بعض الحالات، قد يسبب ألمًا في أحد جانبي البطن، خاصة إذا كان كبير الحجم.
الأكياس المرضية
هي أكياس تتشكل نتيجة لأسباب غير مرتبطة بوظيفة المبيض الطبيعية، غالبًا ما تكون أكثر تعقيدًا من الأكياس الوظيفية، وتتطلب متابعة طبية دقيقة، وتشمل:
الأورام الكيسية الجلدانية (Dermoid Cyst)
تُعرف أيضًا بالكيس الجلدي، وهي أكياس تحتوي على أنسجة، مثل الشعر أو الجلد أو الأظافر وحتى الأسنان، وتتكون هذه الأكياس من خلايا جنينية غير مكتملة النمو.
تكون غالبًا غير سرطانية، إلا أنها قد تنمو لتصبح كبيرة الحجم، فتضغط على الأعضاء المحيطة، وقد تتطلب إزالتها جراحيًا إذا سببت أعراضًا أو كانت كبيرة الحجم.
تكيسات بطانة الرحم (Endometriomas)
تتكون نتيجة انتقال خلايا بطانة الرحم إلى المبيض -كما في حالة بطانة الرحم المهاجرة-، وقد تسبب آلامًا شديدة في الحوض، خاصة في أثناء الدورة الشهرية أو الجماع، وتؤثر هذه الأكياس في الخصوبة لدى بعض النساء.
الأورام الكيسية الغدية (Cystadenomas)
تنمو هذه الأكياس من خلايا سطح المبيض، ويمكن أن تكون مملوءة بسائل مائي أو مادة هلامية مخاطية وتكون غالبًا كبيرة الحجم، فتشكل ضغطًا على المثانة أو الأمعاء، وقد تكون سرطانية في بعض الحالات، خاصة عند النساء الأكبر سنًا.
أكياس المبيض المرتبطة بمتلازمة تكيس المبايض (PCOS)
مجموعة من الأكياس الصغيرة جدًا التي تنشأ بسبب اضطراب هرموني يؤدي إلى عدم نضج الجريبات، وعادة ما تكون أكياس متعددة وصغيرة الحجم، وتظهر على المبيضين معًا، وقد تؤثر هذه الأكياس في الخصوبة؛ إذ تعيق عملية الإباضة الطبيعية.
لذلك يجب التعرف إلى أعراض أكياس المبيض لتحديد الحالة في مراحلها المبكرة وتجنب حدوث أي مضاعفات.
أعراض أكياس المبيض
رغم أن العديد من النساء قد لا يشعرن بأي أعراض، إلا أن بعض الأكياس يمكن أن تسبب:
- آلامًا في منطقة الحوض.
- انتفاخًا البطن أو الشعور بثقل.
- اضطرابات في الدورة الشهرية.
- آلمًا في أثناء الجماع.
- غثيانًا أو تقيؤ.
- صعوبة في التبول أو التبرز إذا كان الكيس يضغط على المثانة أو الأمعاء.
في الحالات الأكثر خطورة، قد يؤدي تمزق الكيس أو التواء المبيض إلى ألم حاد يتطلب رعاية طبية فورية.
ظهور هذه الأعراض يستدعي إجراء تشخيص دقيق باستخدام مجموعة من الوسائل الطبية المتخصصة لتحديد طبيعة أنواع أكياس المبيض والتعامل معها بفعالية.
تشخيص أكياس المبيض
يعتمد تشخيص أنواع الأكياس على المبيض على:
- الفحص السريري: لتقييم وجود أي كتل أو آلام في المبيض.
- الأشعة فوق الصوتية : هي الأداة الأكثر استخدامًا لتحديد حجم الكيس ونوعه.
- تحاليل الدم: للكشف عن مستويات الهرمونات أو علامات الإصابة بالأورام.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: في الحالات المعقدة.
بناءً على نتائج التشخيص، يحدد الطبيب الطريقة العلاجية المناسبة من بين خيارات خيارات العلاج المختلفة.
العلاج وخيارات التدخل
يعتمد العلاج على نوع الكيس وحجمه وأعراضه وتشمل الخيارات:
- المراقبة: في الحالات البسيطة، يوصى بالمراقبة الدورية، إذ تختفي الأكياس الوظيفية تلقائيًا.
- الأدوية: يمكن استخدام موانع الحمل الهرمونية؛ لتنظيم الدورة الشهرية ومنع تكون أكياس جديدة.
- الجراحة: تُجرى لإزالة الأكياس الكبيرة، أو التي تسبب أعراضًا حادة أو المشتبه في كونها سرطانية، وتشمل العمليات الجراحية إما المنظار لإزالة الأكياس الصغيرة أو الجراحة المفتوحة في الحالات الكبيرة أو المعقدة.
وفي الختام،
تختلف أنواع أكياس المبيض في طبيعتها وتأثيرها في الصحة، مما يستدعي التشخيص المبكر لتحديد العلاج المناسب، إن المتابعة الطبية المنتظمة أساس الحفاظ على صحة المبيض وتجنب المضاعفات.
إذا كنتِ تشعرين بأي أعراض مقلقة أو تحتاجين إلى استشارة متخصصة، فلا تترددي في التواصل مع الدكتور هشام الفزاري – استشاري الحقن المجهري والمناظير والحمل الحرج-؛ للحصول على التشخيص الدقيق والرعاية الطبية المتقدمة.
للمزيد إقرآ