تحلم العديد من الزوجات بتحقيق حلم الأمومة، ورغم المحاولات المتعددة لتحقيق هذا الحلم، تبوء جميعها بالفشل، ويعقب ذلك شعور كبير بالقلق والإحباط، ويبدأ الزوجان في التساؤل عن أسباب تأخر الحمل طيلة هذه الفترة، آملين في تحقيق حلم الإنجاب الذي طال انتظاره.
في هذا المقال، سنستعرض أسباب تأخر الحمل، مع تقديم نظرة شاملة لسبل العلاج المتاحة.
أسباب تأخر الحمل: العوامل المؤثرة في كلا الزوجين
يعد فهم العوامل التي تسهم في تأخر الحمل خطوة أساسية في رحلة البحث عن حلول فعالة لهذه المشكلة، وتتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى تأخر الحمل، وتشمل عوامل مرتبطة بصحة الرجل والمرأة على حد سواء.
أسباب تأخر الحمل المتعلقة بالمرأة
قد تشتمل أسباب تأخر الحمل المتعلقة بالمرأة على ما يلي:
- اضطرابات الإباضة وتعد من أكثر الأسباب شيوعًا لتأخر الحمل، مثل متلازمة تكيس المبايض، التي تؤثر في هرمونات الجسم وتعيق الإباضة الطبيعية.
- انسداد قنوات فالوب: بسبب حدوث التهابات أو نتيجة لجراحات سابقة، مما يحول دون وصول البويضة إلى الرحم.
- مشكلات في الرحم والعنق، مثل تشوهات الرحم والأورام الليفية.
- التقدم في العمر -وخاصة بعد سن 35 عامًا- يمكن أن يؤدي إلى انخفاض خصوبة المرأة، مما يزيد من صعوبة حدوث حمل.
- بطانة الرحم المهاجرة، قد تسبب التصاقات تعيق وصول البويضة إلى الرحم وتؤثر في خصوبة المرأة.
أسباب تأخر الحمل المتعلقة بالرجل
قد يرجع تأخر الإنجاب إلى أسباب تتعلق بالرجل، وتشمل ما يلي:
- ضعف جودة الحيوانات المنوية وقلة عددها أو ضعف حركتها أو وجود تشوهات فيها.
- دوالي الخصية قد تؤثر في جودة الحيوانات المنوية وقدرتها على الإخصاب.
- انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون أو اختلال في هرمونات الغدة النخامية، إذ قد تؤدي إلى ضعف الحيوانات المنوية
أسباب أخرى لتأخر الحمل
لا تقتصر أسباب تأخر الحمل على ما سبق، فقد تتأثر خصوبة الزوجين نتيجة عدة عوامل أخرى مثل:
العوامل الوراثية
قد تكون العوامل الجينية أو الوراثية من أسباب تأخر الحمل، إذ قد تحمل بعض الجينات تأثير سلبي في الخصوبة، مثل:
- اضطرابات الكروموسومات.
- الأمراض الوراثية.
الاضطرابات الهرمونية
ربما تؤثر بعض الاضطرابات الهرمونية في أحد الزوجين مؤدية إلى تأخر الحمل، مثل:
- خلل في الغدة الدرقية: إذا كانت تعاني فرطًا أو قصورًا في نشاطها، فقد يؤثر ذلك في دورات الطمث ويمنع الإباضة.
- خلل في الغدة النخامية: لأنها تنظم الهرمونات المسؤولة عن الخصوبة، ومن ثم قد يؤدي الخلل بها إلى تأثر إنتاج البويضات أو الحيوانات المنوية.
الأمراض المزمنة
قد تؤثر بعض الأمراض المزمنة في الخصوبة بصورة غير مباشرة، مثل:
- مرض السكري.
- ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
- أمراض المناعة الذاتية.
وفي بعض الحالات، قد يكون تأخر الحمل بدون سبب معروف، إذ لا تظهر الفحوصات الطبية -سواء لدى الزوج أو الزوجة- أية مشكلات واضحة تؤثر في الخصوبة.
تأخر الحمل: كيفية التشخيص والعلاج
لحسن الحظ مع التقدم الطبي الحديث، هناك العديد من سبل تشخيص وعلاج مشكلات الخصوبة، ويبدأ التشخيص بفحوصات شاملة مثل اختبارات الدم لقياس مستويات الهرمونات، والفحص بالموجات فوق الصوتية للتأكد من سلامة الأعضاء التناسلية، وأيضًا تحليل السائل المنوي للزوج. واستنادًا إلى النتائج يمكن وضع خطة علاجية، التي قد تشمل:
تعديل نمط الحياة
من المهم المحافظة على نمط حياة صحي، لأن هذا سيؤثر كثيرًا في جودة البويضات والحيوانات المنوية المنتجَة، لذا ينصح بتحسين النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني وتقليل التوتر والإقلاع عن التدخين.
وقد يصف الطبيب المكملات الغذائية والفيتامينات مثل حمض الفوليك والزنك والفيتامينات E و D لتحسين الخصوبة.
الأدوية المنظمة للهرمونات
يُستخدم هذا النوع من العلاج عندما يكون هناك خلل في الهرمونات يؤثر في الخصوبة، مثل أدوية:
- تحفيز الإباضة.
- تنظيم عمل الغدة الدرقية.
- تعديل مستويات البرولاكتين.
- تصحيح خلل هرمونات أخرى مثل الأنسولين في بعض الحالات، مثل متلازمة تكيس المبايض.
إجراءات جراحية
قد يتدخل الطبيب جراحيًا لتصحيح المشكلات التي قد تعيق الحمل، ويشمل ذلك
- المنظار الرحمي: لعلاج انسداد قناة فالوب أو إزالة الأورام الليفية والالتصاقات.
- تصحيح التشوهات الخلقية التي قد تعيق الحمل في الرحم أو الأعضاء التناسلية.
التقنيات المساعدة على الإنجاب
تُستخدم هذه التقنيات في علاج تأخر الحمل بدون سبب حينما تفشل سبل العلاج السابقة، أو عند وجود مشكلات معقدة تتطلب تدخلات متقدمة، ومنها:
- التلقيح الصناعي.
- الحقن المجهري.
وهذه العلاجات يجب أن تُجرى تحت إشراف طبي لتحديد الخيار الأنسب بناءً على الحالة الفردية لكل زوجين.
خلاصة القول، بعد إيضاح أسباب تأخر الحمل وعلاجه، إذا كنتم تشكون من تأخر الحمل وترغبون في استشارة طبية بشأن حالتكم، لا تترددوا في التواصل مع الدكتور هشام الفزاري -استشاري الحقن المجهري والمناظير والحمل الحرج- لتحصلوا على الدعم والإرشاد المناسب لمواجهة هذه المشكلة بفعالية.
للمزيد إقرآ أيضا