هل يمكن لرحم المرأة أن يهبط من مكانه الطبيعي دون أن تلاحظ في البداية؟، رغم أن الأمر يبدو غريبًا، فإن هبوط الرحم حالة شائعة تصيب نساءً كثيرات، خاصةً بعد الولادة أو في سن ما بعد انقطاع الطمث، ويمكن ألا تلاحظ المرأة في البداية، إذ تتسم أعراض هبوط الرحم بصعوبة ملاحظتها، لكنها قد تتطور وتسبب مشكلات صحية تؤثر سلبًا في الحياة اليومية للمرأة والعلاقة الحميمة.
في هذا المقال، نناقش مخاطر هبوط الرحم، وكيف نتفاداها، وما هي طرق علاج هبوط الرحم.
ما هي مخاطر هبوط الرحم؟
تتمثل خطورة هبوط الرحم في أثره على صحة المرأة الجسدية وحياتها الجنسية، ومن أشهر هذه المخاطر:
آلام الحوض وأسفل الظهر… الإنذار الصامت لهبوط الرحم
من أبرز مخاطر هبوط الرحم شعور المرأة بآلام متكررة أو مزمنة في منطقة الحوض وأسفل الظهر، إذ يتسبب الضغط المتزايد من الرحم الهابط على الأنسجة والأربطة المحيطة في الشعور العام بعدم الارتياح، خاصة عند الوقوف لفترات طويلة أو في أثناء الحركة.
هذه الآلام قد تعيق النشاط اليومي وتؤثر في جودة الحياة، وغالبًا ما تزداد سوءًا مع تفاقم درجة الهبوط، ويكون هذا الألم المؤشر الأولي لتبدأ المرأة في البحث وراء أسباب هبوط الرحم وكيف تعالجه.
صعوبة التبول والتبرز
يُعد صعوبة التبول والتبرز من أخطر أضرار هبوط الرحم، فمع تدلي الرحم من مكانه الطبيعي يضغط على المثانة أو المستقيم فتعاني المُصابة مشاكل مثل سلس البول أو احتباسه أو الشعور بعدم الإفراغ الكامل، وكذلك صعوبة التبرز ومشاكل في الأمعاء مثل الإمساك، نتيجة التغير في وضعية الأعضاء داخل الحوض.
التهابات المسالك البولية المتكررة
من مخاطر هبوط الرحم الشائعة تكرار التهابات المسالك البولية، وهي مشكلة قد تُهمل في بدايتها لكنها تؤثر فيما بعد على راحة المرأة وجودة حياتها، ويحدث الالتهاب نتيجة الضغط الزائد على المثانة نتيجة لهبوط الرحم مما يعيق قدرتها على التفريغ الكامل. وبالتالي يبقى جزء من البول داخل المثانة، ما يوفر بيئة مناسبة لنمو البكتيريا وظهور العدوى بشكل متكرر.
النزيف والإفرازات المهبلية
في حالات هبوط الرحم المتقدمة، تظهر أجزاء من الرحم أو جدران المهبل خارج فتحة المهبل، مما يؤدي إلى تهيج هذه الأنسجة المكشوفة نتيجة الاحتكاك المستمر بالملابس أو الجلوس والحركة.
يسبب هذا التهيج تقرحات سطحية، تؤدي بدورها إلى نزيف أو إفرازات مهبلية بكميات أكبر من المعتاد، والتي تكون مزعجة ومقلقة للمرأة خاصة في أثناء العلاقة الحميمة، وتستدعي هذه الحالة ضرورة التدخل الطبي لتجنب تفاقمها أو حدوث عدوى.
تدلي أعضاء أخرى في الحوض
عند إهمال علاج هبوط الرحم، قد تتفاقم الحالة إلى ما هو أخطر، إذ لا يقتصر الأمر على الرحم وحده، بل يمكن أن يشمل تدلي أعضاء أخرى في الحوض، مثل المثانة أو المستقيم.
يحدث ذلك نتيجة ضعف الأربطة والعضلات الداعمة التي لم تعد قادرة على تثبيت الأعضاء في موضعها الطبيعي، وهذه المضاعفات قد تؤدي إلى مشاكل متعددة مثل صعوبة التبول، الإمساك المزمن، والشعور بانتفاخ أو ضغط داخل المهبل، مما يستدعي تدخلاً طبيًا عاجلًا.
صعوبة الجماع… أبرز مشاكل هبوط الرحم
من المضاعفات التي قد تغفل عنها بعض النساء عند الإصابة بهبوط الرحم هي الشعور بألم في أثناء الجماع، وينتج ذلك عن تغير وضعية الرحم والأنسجة المهبلية، فيتقلص المهبل وتضعف جدرانه المسؤولة عن الإمتاع في أثناء العلاقة الحميمة مما يؤدي إلى الإحساس بعدم الراحة أو الألم الشديد في أثنائها.
كما أن التهيج أو الجفاف أو وجود تدلي ظاهر قد يزيد من شدة هذه الأعراض، فهذه المشكلة لا تؤثر فقط على الصحة الجسدية، بل تنعكس أيضًا على الحالة النفسية والعاطفية، وتؤثر في جودة العلاقة بين الزوجين.
كيف أحمي نفسي من مخاطر هبوط الرحم؟
لحماية نفسك من هبوط الرحم وتقليل فرص حدوثه أو تطوره، يمكنك اتباع الإرشادات التالية:
- ممارسة تمارين كيجل بإنتظام لتقوية عضلات قاع الحوض.
- تجنّب حمل الأشياء الثقيلة.
- علاج الإمساك المزمن والسعال المستمر.
- الحفاظ على وزن صحي لتخفيف الحمل على العضلات.
- الاهتمام بالمتابعة الطبية بعد الولادة، خاصةً بعد الولادات الطبيعية المتكررة أو الصعبة.
- تجنّب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة بدون حركة.
- استشارة الطبيب عند ملاحظة أعراض غير طبيعية مثل الشعور بالثقل أو الألم أو تغيرات في التبول أو التبرز.
أسئلة شائعة حول هبوط الرحم
متى يكون هبوط الرحم خطيراً؟
يُعد هبوط الرحم خطيرًا عندما يبرز جزء من الرحم خارج فتحة المهبل، أو عندما يؤثر في وظائف الأعضاء المجاورة مثل المثانة والمستقيم، ففي هذه الحالة تعاني المرأة من مشاكل في التبول أو التبرز، أو ألم في أثناء الجماع، أو التهابات متكررة، وفي هذه الحالة يجب استشارة طبيب مختص لمعرفة أنسب علاج لهذه الحالة.
هل نزول الرحم له أضرار؟
نعم لنزول الرحم أضرار، وتتفاوت أضرار سقوط الرحم حسب شدته، ومن أبرز مضاعفاته الشعور بثقل أو ضغط في الحوض، وصعوبة في التبول أو التبرز، وآلام في أسفل الظهر، وفي الحالات المتقدمة، قد يؤدي إلى تقرحات مهبلية وخروج أجزاء من الرحم خارج فتحة المهبل، وهو ما يؤدي بدوره إلى مشاكل في العلاقة الزوجية.
هل عملية رفع الرحم خطيرة؟
عملية رفع الرحم تُعد آمنة نسبيًا، وتزداد فرص نجاحها عند إجرائها على يد جراح مختص ويمتلك الخبرة الكبيرة لتحديد مدى فاعلية الجراحة للمريضة، وتُستخدم لعلاج الحالات المتقدمة من هبوط الرحم، وكأي إجراء جراحي، قد تحمل بعض المخاطر مثل العدوى أو النزيف أو تأثير مؤقت على المثانة، لكنها نادرة الحدوث.
في نهاية المقال، نؤكد لكِ عزيزتي القارئة أن تجنب مخاطر هبوط الرحم أمر في متناول يدك، فالتشخيص المبكر وخطة العلاج المتكاملة مع الطبيب المختص تعينك في رحلة التعافي من هذه المشكلة المزعجة.
للمزيد إقرآ أيضا