رغم أن معظم أكياس المبيض تُكتشف بمحض الصدفة في أثناء الفحص الدوري بالسونار لمنطقة الحوض، وقد تشفى السيدات منها تمامًا دون وعي منها بالإصابة، قد تستدعي حالة أخريات الخضوع لتدخل جراحي لاستئصالها لتسكين ما ينتج عنها من أعراض مبرحة ومضاعفات أخرى.
وفي هذا المقال نتناول إحدى التقنيات المتبعة لاستئصال هذه الأكياس وهي عملية إزالة أكياس المبيض بالمنظار، مسلطين الضوء على مزاياها وخطواتها وكيفية التعافي منها بأمان دون مضاعفات.
دواعي عملية إزالة أكياس المبيض بالمنظار
كما أشرنا سابقًا لا تستدعي جميع الحالات التدخل جراحيًا لاستئصال أكياس المبيض، ولكن إذا وُجدت مواصفات معينة في هذه الأكياس عند فحص السيدات، فيضطر الطبيب إلى ترشيح السيدات إلى عملية إزالة أكياس المبيض.
ولعل أهم هذه المواصفات:
- حجم الكيس كبير يتجاوز قطره نحو 2.5 إلى 3 بوصة أي ما يعادل 6-7 سنتيمترًا.
- إذا تسبب وجود الأكياس في آلام مبرحة للسيدات في منطقة الحوض وأسفل البطن.
- إذا أُثيرت شكوك الطبيب حول وجود خلايا غير حميدة بهذه الأكياس.
وفي هذه الحالات يكون التدخل الجراحي لاستئصال أكياس المبيض الخيار العلاجي الوحيد، ولعل أحدث التقنيات التي اتُبعت مؤخرًا لإتمام هذا الإجراء هو المنظار الجراحي، إذ عدّه الأطباء أفضل الخيارات بالنسبة لهم مقارنة بفتح البطن.
مزايا عملية إزالة أكياس المبيض بالمنظار
تمتلك عملية إزالة اكياس المبيض بالمنظار مزايا عدة جعلتها الخيار الأول الذي يُرشحه أطباء النساء والتوليد لمرضاهم، ولعل أبرز هذه المزايا:
- صغر حجم الشقوق الجراحية التي تتطلبها العملية مقارنة بالجراحة المفتوحة.
- مدة تعافٍ أسرع بعد العملية، إذ يمكن للسيدة العودة إلى بيتها في نفس يوم العملية وممارسة أنشطتها اليومية في غضون أيام قليلة.
- قلة فرص حدوث التصاقات في البطن بعد العملية بفضل استخدام المنظار.
- انخفاض فرص الخطأ الطبي أو ظهور مضاعفات بعد العملية بفضل كاميرا المنظار.
- ألم أقل بعد العملية وحاجة أقل لتناول المسكنات القوية.
واستكمالًا لحديثنا عن مدى نجاح تقنية المنظار في استئصال أكياس المبيض، دعونا نتناول تفصيلًا خطوات هذه العملية لنبرهن على بساطة هذا الإجراء ونقلل مخاوف السيدات بشأنه.
خطوات عملية إزالة أكياس المبيض بالمنظار
تحت تأثير التخدير الكلي تُجرى عملية إزالة أكياس المبيض بالمنظار على النحو التالي:
- يصنع الجراح بعض الثقوب الجراحية بالقرب من منطقة السرة وأسفل البطن.
- يُدخل الطبيب المنظار الجراحي عبر أحد الثقوب، وهو أنبوب طويل ومرن مزود في مقدمته بكاميرا صغيرة لها قدرة تكبير عالية ومصدر للإضاءة.
- بمجرد الوصول إلى مكان الأكياس يستعين الطبيب بأدوات جراحية عبر الثقوب الأخرى، ويستأصل الأكياس تدريجيًا ويستخرجها عبر الثقوب.
- تُغلق الشقوق الجراحية بغرز بسيطة.
وبالانتهاء من هذا الإجراء تتمكن السيدات من التخلص من الآلام المبرحة والآثار السلبية لأكياس المبيض في خصوبتها وخططها المستقبلية.ولكن قد لا تحصل السيدات على هذه النتائج سريعًا، فقد تعاني من بعض الآلام لفترة معينة وهي أمور طبيعية تكون مصاحبة لخطوات العملية وتعافي المبايض من العملية.
الآثار الجانبية المتوقعة بعد عملية إزالة أكياس المبيض بالمنظار
من أعراض ما بعد عملية ازالة كيس المبيض بالمنظار ما يلي:
- الشعور بالإرهاق وعدم الراحة في الأيام الأولى بعد الجراحة.
- وجود آلام في منطقة السرة وأسفل البطن بسبب الشقوق الجراحية.
- آلام في الكتف والذراعين بسبب ما يستلزمه استخدام المنظار من نفخ البطن بالغاز.
- نزول بعض الإفرازات المهبلية.
ويؤثر استمرار هذه الأعراض في مدة تعافي السيدة من عملية إزالة اكياس المبيض بالمنظار، إضافة إلى عوامل أخرى نتناولها تفصيلًا فيما يلي.
مدة التعافي من عملية إزالة أكياس المبيض بالمنظار
عادة ما تتراوح مدة الشفاء بعد عملية استئصال كيس المبيض بالمنظار ما بين أسبوعين وثلاثة أسابيع، وقد تختلف هذه المدة بين سيدة وأخرى تبعًا لمجموعة من العوامل أهمها:
- عدد الأكياس المراد إزالتها وحجمها.
- نوع الأكياس.
- خبرة جراح المناظير في جراحات استئصال الأكياس.
- مدى التزام السيدة بنصائح الطبيب خلال فترة التعافي من العملية.
وعليه نستنتج أن نجاح العملية لا يتوقف على خبرة الجراح فقط وأدائه للعملية بإتقان، ولكنه يعتمد أيضًا على درجة تطبيق السيدة لنصائح الطبيب خلال فترة التعافي.
نصائح للتعافي بأمان من عملية أكياس المبيض
تضم النصائح الواجب على السيدات اتباعها بعد عملية أكياس المبيض ما يلي:
- الراحة التامة وعدم بذل أي مجهود بدني شاق لمدة أسبوع بعد العملية.
- تجنب النوم على البطن أو الضغط عليها لأي سبب من الأسباب.
- تناول الأدوية التي يصفها الطبيب بانتظام بما في ذلك مسكنات الألم والمضادات الحيوية ومضادات الالتهاب.
- الالتزام بمواعيد تغيير ضمادات الجروح وإبقائها نظيفة وجافة، وإبلاغ الطبيب عند خروج أي إفرازات غير طبيعية منها أو حدوث نزيف غزير.
- تناول أطعمة غنية بالألياف وشرب كميات كافية من الماء لتجنب حدوث الإمساك والضغط على عضلات البطن، ما قد يؤثر بالسلب في التئام جروح العملية.
وفي نهاية حديثنا عن عملية إزالة أكياس المبيض بالمنظار، نتطرق إلى إجابة بعض الأسئلة الشائعة التي تشغل السيدات حول هذا الإجراء.
هل عملية إزالة أكياس المبيض بالمنظار خطيرة؟
لا يحمل هذا الإجراء أي مخاطر على حياة السيدات، بل يتسبب التأخير في الخضوع له في معاناة السيدات من مضاعفات مزعجة، أشهرها التواء المبايض والنزيف المهبلي الغزير.
هل يصلح المنظار لإزالة جميع أنواع أكياس المبيض بالمنظار؟
معظم أنواع أكياس المبيض يمكن استئصالها بالمنظار، وبالنسبة للأنواع السرطانية فيُفضل الطبيب إزالتها عن طريق فتح البطن.
هل تؤثر عملية استئصال أكياس المبيض في الخصوبة وفرص الحمل؟
بالطبع تُحسن عملية استئصال أكياس المبيض من خصوبة السيدات وتزيد من فرص حدوث الحمل لديهن، بشرط خضوعهم لهذا الإجراء على يد جراح مناظير خبير في هذا المجال.
متى يسمح بالجماع بعد عملية إزالة أكياس المبيض بالمنظار؟
لا يوجد موعد ثابت يُسمح فيه بالجماع بعد عملية استئصال كيس المبيض بالمنظار، بل يُحدد الطبيب ذلك حسب المدة التي تستغرقها المبايض للتعافي، وفترة شفاء السيدة من آلام ما بعد العملية، وعدد الأكياس التي أُزيلت وغيرها من العوامل.
أما فيما يخص سعر عملية إزالة أكياس المبيض بالمنظار فيمكنكم استشارة الدكتور هشام الفزاري -استشاري الحقن المجهري والمناظير والحمل الحرج- مباشرة. لحجز موعد مع الدكتور هشام تواصلوا معنا عبر الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.
للمزيد إقرآ